ضوء من السقف



كُنْ بسيطًا

لائقًا بالشروح التي أيَّدتْ موقفي

عند ليل الحقيقةْ

كُنْ سميرَ يدينِ

إذا صفَّقَ النَّسرُ في الجوِّ

كُنْ مثلَ ما قال جدّي   

إذا ما تكوَّمَ كلُّ الثعابينِ حولك

كُنْ مثلَ شيخ الطريقةْ       

مُريدوكَ ناموا عن الوَسَنِ الدنيويِّ

فظلْتَ تميزُ الجهات

ولا شيءَ يُقلقُ هذا المقامَ

إذا ما تأخَّرَ في الليلِ

أو ظلَّ كلُّ المريدينَ طوعًا

يُجارونَ أحلامَك الهاطلاتِ مِنَ الضوءِ

حدَّ اختزالِ الرؤى بالوضوح

إذا ما اجتزأتَ لهم سلَّة التينِ

أو كان قلبُكَ يرعى

سماءَ الرعاةِ السحيقةْ

 

أنا كنتُ أكثرَ قُربًا مِنَ الشَّطْحِ

في ملعبِ القادمين إلى الأرضِ

أكثرَ مِنْ صاحبٍ

لا تضاهيهِ دنيا الفراغِ

لهذا تعلَّمتُ

كيف أراجعُ فَصْلَ النباتِ الأخيرَ

إذا ما ترجَّلَ عن لعبة الأخضر فجرًا

وفصلَ الأغاني التي في الحروبِ

تُحاصرهُ عارياتُ البنفسجِ

والأمنياتُ الرقيقةْ

 

وحدي حلمتُ

فراغَ الصدى في السرابِ

فقلتُ أحاول كَنْسَ الصروفِ

ولكنَّ ضعفي بدا واضحًا حين طار أخي

كي يُريني الطريقَ

فأوغلتُ في المشتهى

كلُّ أمرٍ هنا ما انتهى

ظلَّ يبدو عييًا بريح الحصارِ 

فقلتُ أحاولُ كَنْسَ الصروفِ

فأفردني دمعُ جاري الذي

كان يبكي على طفلةٍ للنجاةِ

ولكنني ما استطعتُ سبيلًا لذلكَ

قلتُ أحاولُ قصفَ الخيالِ

فأسلمني للشقيقةْ

 

كان ذلكَ ليلًا

وفي البيتِ أنثى، وسربُ حمامٍ

يضيئون لؤلؤ قلبي

وقربَ الزجاجِ الذي لا ستارةَ تغوي

منازلَهُ الفارهاتِ

أُضارع فيهِ سبيلي على الطيرانِ

وأعقلُهُ مرَّةً حين يأوي إلى طللٍ

ناشفٍ مُرتبِكْ

كان ذلكَ فوضى الخريفِ

إذا أذعنَ الطيلسانُ لأيامهِ

في الخروجِ عن النصِّ

قلتُ سأخرُجُ حدَّ التصاقِ السماءِ

بأمراضِ هذي الشعوبِ الطليقةْ

ويمرّونَ

إذ لا نجاةَ لهم مِنْ غبارٍ

هنا ناشفٍ مرتبكْ

غيرَ أنَّ الذي كان عَينًا لهم

طافحٌ بالعجينِ الذي شكَّلوهُ

على هيئةِ الصقرِ في الأرضِ

فانتبهَ العسسُ القادرون

على طيِّ هذا الحسيسِ المباركِ

في غرفةٍ لا تشي بالرحيلِ

ولكنها قد تغادرُ وعيَ السحابِ

كلُّ شيءٍ هنا واقعٌ لا محالةَ

فاصدَعْ بهذا الكتابِ

ولا تقتربْ مِنْ رهان الحياةِ

فقد غادرَ الحدْسُ فيها اقتباسَكَ هذا

فكُنْ لاعبًا في ميادينَ شتّى

لنعبرَ نحنُ جميعًا إلى أرضنا

ثمَّ نأوي إليها

وأحلامُنا بالمنامِ شفيقةْ

 

كُنْ بسيطًا

وأَذِّنْ بفوضى السهول التي أورثوها

سنابلَ قمحٍ عجافًا

لتأتيكَ طوْعًا

إلى أنْ يشاءَ الندى قبْض ريحٍ

هنا في الديار العتيقةْ

 

ابنُ ماء الحقائقِ هذا

ولادةُ صَبَّارةٍ في حديقةِ هذي الحياةِ

جنوبَ البلادِ التي خيَّمتْ

فوق روح الشمالِ

وخاطتْ على جذع نخل الهبوبِ عروقهْ

ابن ماء الحقائق هذا

وخائطُ ثوبَ النصوص الأخيرةِ

يمشي على الأرض

يخفتُ ضوءٌ مِنَ السقفِ

كان على السردِ أنْ يرتُقَ الشِّقَّ

لا شقَّ في البيتِ قال

فأذْعَنَ سربٌ طليقٌ يمرُّ أمامَ البيوتِ

ونحن نرى والمرايا رشيقةْ

 

كانت مراعي البلادِ تضيقُ

إذا ما التفتُّ إلى غيمةٍ في المراعي

لأنشرَ جيلينِ بعدي

تقدَّمَ جيلٌ

إلى جبلٍ هابطٍ مِنْ سماءِ الكتابةِ

جيلٌ تأنّى قليلًا ليلحقَ بي

نحو دفْعِ الهموم

فكُنْ مثلَ قلبي بسيطًا

وحاذرْ شقوقهْ

كنْ بسيطًا هنا

لائقًا بالشروحِ إذا مرَّ ليلُكَ في الضوء

مَرَّ الكرامِ مِنَ السقفِ

حتى إذا لَمْ ترَ الأرضَ يومًا

فلا

تبتئسْ

من

ضياع

الحقيقةْ!!

 

إرسال تعليق

حقوق النشر © موقع أحمد الخطيب جميع الحقوق محفوظة
x