حديث خافت

 


اليومَ حَدَّثَهُ المُلازمُ

عَنْ يَدِ الزُّوّار في المنفى

هُنا في الشَّرقِ مِنْ زنزانةِ الفَجْرِ الأخيرِ

فأشْكَلَ الإيقاعَ

ثُمَّ أتى على وادٍ غريبٍ

والحمامُ هوَ الحمامُ

اليومَ حَدَّثَهُ

عَنِ الوَرَقِ الذي تَرَكَتْهُ في نفْسِ الحديقةِ

آيةُ الأشواقِ

إذْ لَهَثَتْ دُيوكٌ في أكنَّتِها،

ونامتْ

والضُّحى وَتَرٌ يُغَلِّفُهُ الزّحامُ

اليومَ حَدَّثَهُ عَنِ الأمراضِ في دُكَّانِهِ

وعَنِ الخلاخيلِ التي سَرَقْتْ أفانينَ المدى

وعَنِ الرُّجوعِ إلى قصيدتِهِ الأخيرةِ

حيثُ أَسْرَفَ بالنَّبيذِ، وَدَقَّ في تَوْصِيفها

وعَنِ الزَّوابعِ حين ثارتْ في لغاتِ الأرضِ

عَنْ معنى الصَّلاةِ،

وقد يُشَمِّسُها الكلامُ

اليومَ حَدَّثَهُ المُلازمُ عَنْ خِصالِ الشَّمسِ

إذ تَغفو على سَفْحٍ بَعيدْ

اليومَ لا خَمْرٌ هُنا يأتي

ولا عَقْلٌ رَشِيدْ

اليومَ يَبْسُطُ للسَّماءِ جَناحَهُ

فَتَفرّ قُبَّرةٌ مِنَ المعنى

لتشهدَ آخرَ الأسبوعِ إذْ يُطهى

وإذْ يَنْسَلّ مِنْ حَجَرٍ رُخامُ

 

لا شيءَ يُقْلِقُهُ هُنا

النائمونَ على ذِراعِ الأرضِ لَمْ يَتَحَسَّسوا أحَلامَهُ

والسَّالكونَ طريقَ أمراضِ القبائلِ

ما لهمْ نَعْتٌ

ولا صِفَةٌ

ولا وَجْهٌ

وإيقاعٌ

وناي

والعائدونَ مِنَ السجونِ مَع الثكالى

كلُّهمْ عَبَروا حَديثَ الخوفِ

لكنّي ذهبتُ إلى الحديقة سَيِّدًا

وَرِثَ الحقيقةَ كُلَّها

حتّى إذا ما أَقْفَرَتْ أرضٌ

تَعَدَّتها خطاي

لا شيءَ يُقْلِقُهُ

ولا حَرَسٌ سيأتي بعدَ أنْ يُنهي الملازمُ

كِسْرةَ النَّصِّ الأخيرِ لطائرِ الفِينيقِ في المبنى

فلي لغةٌ -ويعْرِفُها المُلازمُ -

سِدرةُ الرُّؤيا

وترويضُ الطَّريق على هُداي

لا شيءَ يُقْلِقُهُ

وتأتي في الضُّحى غزلانٌ بَرٍّ

تستريحُ على مراثي اللوزِ

في مرمى الحديقةِ

يَشْتهيها

ليس لي جَلَدٌ على النِّسيانِ قالَ

فأَوْرَقَ الصمتُ الذي يختاطُ مِنْهُ الزَّائرونَ

عباءةً لرياضةِ الطَّابورِ

لا تخرجْ عَنِ الطَّابورِ يا ابنَ ال...

لَمْ يكدْ يقوى على وجهِ العَجوزِ

فغادرَ

السِّجنَ

اليمامُ


إرسال تعليق

حقوق النشر © موقع أحمد الخطيب جميع الحقوق محفوظة
x