وضوح أخير في رأس الهرم

 


زَغْرِدي جارتي زَغْرِدي

فقدْ نَبَتَ الشَّيْبُ في رأسِ هذا الولدْ

واختفى أُرجوانُ الحياةِ

وَسَلَّ مِنَ الهَمِّ كأسَ الزّبدْ

زَغْرِدي جارتي زَغْرِدي

واصْعَدي سُلَّمَ الأرضِ في بيتكِ المرمريِّ

ولا تَعْجبي مِنْ هبوبِ المددْ

فقدْ آنسَ البحرُ نِصْفي

وَعَلَّقَ أسرارَهُ في غيومِ البلدْ

زَغْرِدي جارتي زَغْرِدي

مَعْ بياضِ الغُيومِ إلى آخرِ العُمْرِ

ليس احتفاظًا بِكَرَّاسِ روحِ الكتابةِ

أو بالذي مَرَّ في الكونِ، لكنْ

ليرفعَ أسماءَنا الشِّعرُ

حتّى إذا فَرَدَ الأهلُ صيوانهمْ

وانْتَشى الحاضرونَ بطيِّ العزاءِ

أَتَيْنا إلى جنَّةٍ لا يراها سِوانا

زَغْرِدي، واشْجُبي صَمتهمْ

وانْقُشي لَذَّةَ البَوحِ فوق الرَّصيفِ

إذ النايُ يأوي وحيدًا إلى ضوءِ هذا النَّهارِ

وحيدًا، ويعزفُ كَعْبَ الحياةِ

لكي ينتمي لِخُطانا

زَغْرِدي جارتي زَغْرِدي

واحْفظي طفلَكِ الآدميَّ هُنا

في ضُلوع الصَّلاةِ

لنضبطَ هذا الألَمْ

ونحفظ روحَ النسيج الأخير ببابِ المدينةِ،

مذْ كان يمشي إلى كهفِهِ إبنُ آوى

ومذْ كان لي قَدَرٌ سَاقني للعدمْ

وهيا لِنَكْسِرَ هذا القصبْ

ونشعلَ ناي الرّضا بالغضبْ

فما ظلَّ مِنْ واقعي غيرُ بحرٍ 

يَسيرُ إلى نعشهِ في المساءِ

ومعْ كلِّ فوضى لنا آيةٌ للنَّدمْ

وَصَلْنا إلى آخرِ الضّوءِ

آخرِ رَحْمٍ نبا عَنْ تَمائمهِ في الحروبِ

وآخرِ سَيْلْ

وما مِنْ سؤالٍ

لأعبرَ هذا المَمَرَّ اللصِيقَ ببيتِ الشَّقاءِ

وبيني وبينكِ عشرون أنثى

وقهوةُ ليلْ

وبين الدِّلاءِ الأخيرةِ في بيتنا

عارضٌ مِنْ مديحٍ

وشهوةُ خَيلْ

لهذا أعيدي صَلاتَكِ

نِصفَ الصَّلاةِ

ونِصفَ الدُّعاءِ الذي أَصْلُ هذا الوضوءِ

نقائضُ أعراسِهِ في تَلَبُّسِ هذا الغناءِ

وأَصْل الوصولِ إلى صرَّةِ الصبرِ

إنْ غابَ نجمٌ بِليلْ


إرسال تعليق

حقوق النشر © موقع أحمد الخطيب جميع الحقوق محفوظة
x