احمد الخطيب : أتنفس الشعر يومياً والكتابة بالنسبة لي مشروع حياة

  عمان – الدستور



يرى الشاعر احمد الخطيب أنه يتنفس الشعر يوميا ولا يغلق بابا له ، مؤكدا في هذا الحوار أن اللغة التي يتعامل معها في كل اعماله لغة متجددة ولا تقبل التكرار او النسخ او الاستساخ. واحمد الخطيب كتب الشعر منذ منتصف السبعينيات ، وصدرت مجموعته الشعرية الاولى في العام 1985 عن دار الفارابي ببيروت بعنوان"اصابع ضالعة في الانتشار" ووصلت اعماله الى اكثر من خمس عشرة مجموعة شعرية ، كما اصدر قبل سنوات الاعمال الشعرية الكاملة ، اضافة الى مجموعة من الكتب النقدية.
لإلقاء المزيد من الضوء حول تجربة الخطيب الإبداعية كان لـ"الدستور" معه الحوار التالي:

بعد عشرين مؤلفاً كيف ينظر الشاعر أحمد الخطيب إلى القصيدة الأولى؟



- المولود الأول بالتأكيد يشكل نقطة جوهرية في قراءة المستقبل ، مهما كان جنس هذا المولود أو قدرته على التقاط الأشياء والمسميات ، والمولود الأول دائماً هو عتبة القدرة التي تؤكد أنك قادر على المضي في رفد الوجود بما هو كائن في جوانيتك. من هنا كان النصّ الشعري الأول يمثل حالة من حالات الانفتاح على الذات والآخر ، الآخر الغيبي الذي تتقمّصه ، لتدخل مع مفرداته إلى المستقبل. كان النصّ الأول كتابة ونشراً مفتاحاً لقراءة الذات أولاً ، ومن ثمّ قراءة المتلقي "القارئ ، المحرر ، الناقد" ، كان نصّاً شبيهاً إلى حدّْ بعيد بالخيط الأول للحلم ، كتبته في لحظة غربة واغتراب ، فأثر برؤيتي للحياة.




أين وصل اسم الخطيب على خارطة الشعر العربي؟



- أعتقد أن الشعراء الذين ينتشرون على مساحة خارطة الشعر العربي هم قلّة ، وأنا لستُ من هذه القلة على المستوى العربي العام ، أما على المستوى الخاص ، فقد لاقت قصائدي صدى في أكثر من دولة عربية ، أما قُرّاءً: فقد لاقت قصائدي رواجاً عند متذوّقي الشعر ومحبيه ، ويشير إلى ذلك الاختيارات التي يضعها القراء على المدونات والمواقع الالكترونية لكثير من قصائدي والتعليقات الرائعة التي ترافق هذا الاختيار أو ذاك ، إلى جانب الرسائل عبر الانترنت التي تصلني من القراء في العالم العربي ، أو الشعراء العرب على قصيدة لي نشرت هنا أو هناك في دورية محلية أو عربية.




ربع قرن من الكتابة الإبداعية ، وأنت غزير الإنتاج ، ألا تؤثر هذه الغزارة على نوعية الكتابة ، ألا تخشى أن تستنسخ ما تكتب؟



- أولاً أنا أتنفس الشعر يومياً ، ولا أغلق له باباً ، سؤالك هذا كثيراً ما يطرح عليَّ من قبل الأدباء ، الكتابة بالنسبة لي مشروع حياة ، عمل يومي ، أنا دائم التفكير بالمتغيرات التي تحدث لي ، أو للآخرين ، وهذا هو مدخل الكتابة الشعرية اليومية ، في ثلاثين عاماً وليس ربع قرن أنجزت مؤلفاتي التي يبلغ عددها عشرون كتاباً ، أي بمعدل كتاباً في كل سنة ونصف ، وهذا لا يسمّى غزارة إنتاج ، إذا ما قلت لك أنني متفرغ للكتابة منذ عشر سنين ، أي أصبحت الكتابة بالنسبة لي حرفة أتداولها يومياً ، أما بالنسبة للاستنساخ فأعتقد أن اللغة التي أتعامل معها في كلّ نصْ ، أو في   كلّ ديوان ، هي لغة متجددة لا تقبل التكرار أو النسخ أو الاستنساخ ، لأنني أعي تماماً إمكانات هذه اللغة وقوتها.




صدر لك كتابان في النقد هما "مفرد في غمام السفر" ، وكتاب "الشعرية المتحركة"هل هو توجه للكتابة النقدية ، أم هي إطلالة من بعيد كسراً للقالب النقدي الأردني الذي لا يتابع الحراك الشعري الأردني؟



- عندما صدرت الأعمال الشعرية لصديقي المبدع الشاعر عبد الله رضوان ، وجدت نفسي أمام منجز شعري تندرج فيه تقلبات الحركة الشعرية الأردنية وتطوراتها منذ بدايات السبعينيات وحتى صدور الأعمال ، هذا المنجز الشعري فتح لي آفاقاً لقراءة نص الشاعر ونص القارىء ونص النص معاً ، والذي لن يتوافر في أعمال أخرى لشعراء آخرين في الكيفية ذاتها التي توافرت في أعماله ، لذلك شرعت في كتابة انطباعات ذوقية حول النصوص الثلاثة وتمازجاتها ، ولا أدعي أنها انطباعات نقدية ، كذلك فعلتُ في قراءة متغيرات الشعرية التي تطرأ على النصّ الواحد في كتاب"الشعرية المتحركة" ، ولا أدعي أيضاً أنها قراءة نقدية ، بل أجزم أنها قراءة ذوقية ، إذن نخلص إلى القول أنها إطلالة وليس توجهاً ، رغم أنني أنجزت كتابين أيضاً ، أحدهما قراءة ذوقية في تجربة الشاعر محمد مقدادي تحت عنوان"المقام والإصبع" ، والثاني بعنوان"شمس المعنى"وهو قراءة في تجارب شعرية عربية وأردنية ، وهذان الكتابان جاءا تحت إلحاح شديد من بعض الشعراء العرب للتواصل مع القراءات التي نشرتها لي مجلة عمان الثقافية ، وهنا لا بدّ من إرجاع الفضل لأهله ، لأن مجلة عمان الثقافية التي يرأس تحريرها الأديب المبدع عبد الله حمدان ، هي التي فتحت لي هذا الأفق الواسع شاعراً وقارئاً يتعامل بذوق نقدي انطباعي مع النصوص الإبداعية.

إرسال تعليق

حقوق النشر © موقع أحمد الخطيب جميع الحقوق محفوظة
x