الرياح التي عبرت ذات ليل



الرّياحُ التي عبرتْ ذاتَ ليلٍ

إلى عشِّنا

عبر نافذة البيتِ كانت سريعةْ

وكانت تمارسُ غوغاءها

خِلسةً بالنظرْ

 

انتظرنا

إلى أنْ تجلّى الضحى

عن يباسٍ يُهدْهِدُ أشياءنا

في الممرِّ القصيرِ، انتظرنا

ولَمْ ننتبهْ للفراء الذي تركتْهُ الذئابُ

على شرفةٍ نام فيها البشرْ

كان بيتُ اللجوءِ هنا

تحت هذا الهديرِ

إذا ما انفصلنا، احتمى بالحنينِ

على ركبةِ الحيِّ

حتّى يُواري الشقوقَ التي في يديهِ

وكان إذا ما رجعنا إلى ركنهِ

يصطفيهِ على الحالِ

ماءُ الصُّورْ

 

الرّياحُ التي عبرتْ حيّنا

سلَّمتنا إلى شارعٍ طافحٍ بالنُّذُرْ

فالتجأنا كملتفِتٍ للغبارِ

إلى صفحةِ اللاجئينَ، التجأنا

حيارى

ولَمْ نعتذرْ

 

 

إرسال تعليق

حقوق النشر © موقع أحمد الخطيب جميع الحقوق محفوظة
x