الشاعر الأردني أحمد الخطيب: الشعر انسجام مع الذات


 بعد سجال طويل مع الشعر دام أكثر من ثلاثين عاماً ، ترنّح فيه مُنجز ينوف على العشرين ديوانًا من الشعر ، وثلاثة كتب متخصصة في النقد الشعري. ما زال الشاعر أحمد الخطيب ينهل من معين الأبجدية قولاً مهموماً بالتجريب الشعري ، ومحتفياً بالرؤى التي تفيض صوراً ذهنية تتعالق ، في أخيلتها ، مع روح الإبداع وضميره.
وفي حوار موسوم بالتلقائية ، وضاجّْ بالبوح بالاستفزاز المريح ، حيث يرى السؤال عن ماهية الشعر بأنه: "سؤال مباغت: لأنه ، ربما ، يكلفني عناء التجوال في سيرتي الذاتية. لا أظنّ الشعر منفصلاً عن حيثيات هذه السيرة ، فإذا ما نظرنا إلى الخلف قليلاً ، سأجدني بين فكيّ رحى تدور ، وتطحنُ كلّ شيء جميل ، لم يبق هذا الزمن: أقصد الزمن الذي تواجهتُ فيه مع الشعر ، في لحظاته الأولى. للإنسان مكانة ، تحت قبّة الشمس ، أو تحت ظلال زيتونة مباركة ، لهذا كان للشعر مسارهُ في الدم ، وسعيهُ إلى الانتشار مع عوالم النبض ، بديلاً عن عتبة الظلام ، وشقوق المجرى الذي ذهب بعيداً في تحنيط الروح والجسد إذن ، الشعر هو هذا النقاء ، وهذا الفلتر إن جاز التعبير الذي ينقّي الدم من الشوائب التي تتراكم من ضغط الواقع: نعم ، الشوائب الجرثوميّة التي تصيب الإنسان بما أسميه الخمول الطارئ. من هنا ، أستطيع الإجابة عن سؤالك: لماذا الشعر؟ لأستفزّ الخلايا في الجسد والروح ، لتقاوم ، وتمضي في سبيلها إلى تصليب عودً الكائن ، وقدرته على المواجهة والمجابهة".

القصيدة مفتاح الحياة

يرى أحمد الخطيب معنى مختلفاً للإنسان عندما يكون شاعراً: "أن تكون شاعراً ، يعني أن تملك الحكمة ، والقدرة على التبصُّر ، والتحليل ، والكشف ، والتوازن: أن تكون شاعراً ، يعني أن تصبح سيّداً للغة ، وسيّداً للتأويل: أن تكون شاعراً ، يعني أن تنسجم مع ذاتك ، وأن تسبر غور الخفاء ، وتنظر من زاوية جانبية إلى تحولات الفصول ، لتعيد لها ألق الخصب لحظة الجفاف. أما القصيدة فهي مفتاحي إلى البقاء ، ومفتاحي إلى العبور لجهة الروح ، وجهة الحياة ، وقراءة الماضي ، وتفريغ الحاضر ، واستقطاب المستقبل برويّة تامة. ألم تشكل بعض القصائد نبوءة ما؟ ألم تحرّك جماهير خاملة؟ ألم تحرس القمر لحظة عشق؟ ألم تعتق الروح من خانة القلق؟ ألم تحدث شرخاً في شخصية متأزّمة ومأزومة؟ ألم تطارد غزلان البراري ، وتقرًئ الصقر وصية السّمك؟ ألم يستنجد بها جيش عرمرم في مواجهة الهبوط؟ ألم تفتح سبلاً للحيارى ليرسموا ذات نفَسْ لوحة الأمل؟ ألم تقتل القصيدة صاحبها؟".

البدايات

وعن بداياته المعتّقة بالمعاناة تراه يبوح بأنها "لحظة مستترة في لوحة العمر ، مردّها إلى نهاية سبعينيات القرن الماضي ، تكشّفت عن نبيذها في حضرة البحث عن هوية الذات ، بعد أن تأزّم الموقف التعليمي ، إذ خرجتُ من الجامعة ، ولم أكمل ، لأسباب عدّة. كانت رمادية الأشياء قد أتت أكلها ، وتصاعدت وتيرة الغرق ، ولم يكن ثمة قارب في الشاطئ ، فالتجأتُ إلى أنفاس التأمّل للخروج من أزمة الذات ، لم أكن أرقبُها ، بل كنتُ أرقبُ صعدة الروح إلى تجليات صوفية حالمة ، كانت ، قبل ذلك ، راودتني بقليل من الأمل للقاء فتاة ، ولكنها لم تكن لتفسح لي مكاناً بين الشعراء ، غير أنها كانت مؤشّراً لدبيب جمرتها. ولكن الموقف الأخير والمتفرّع عن هوية الذات وإنسانيتها ، حثّ طيورها على التحليق ، والتمرّد ، والتلاقح ، فجاءت عصيّة على النسخ ، وعصية على التدجين: جاءت منسجمة مع الداخل المكبوت ، ومنسجمة مع التغيرات التي طرأت على حياتي ، مسرجة ، أمامي ، خيول الحياة ، لأعود من جديد إنساناً يحملُ لبنة صلبة لبناء جسور التواصل بين الذات المنكسرة والعالم".

طقوس عادية

ولأن طقوس الشعر ، عند صاحب "لا تقل للموت خذ ما شئت من وقت إضافي" ، ليست كما اعتدنا عند الكثير من المبدعين فهو يقول بكل أريحية إنّ "لا إلحاح لأثر القصيدة عليّ ، لهذا تتنوّع الطقوس ، وتتشكل على وَفق معطيات النص الشعري. أحياناً يتمرد الكائن داخل النص ، فيحتاج ، وقتئذ ، لحظات صافية ليمارس هذا التمرّد ، وأحياناً تأتي القصيدة بكامل رونقها ، فلا يضير ضجيج الشارع ، وفي أوقاتْ تتشكّل الخطوطُ على بقعة ضوء أبيض ، فأحتاج قلماً وورقاً ، وأحياناً تلمع خشبة المسرح أمامي ، فألقي بالحروف والكلمات على الكيبورد. الطقوس متعددة ، والمواجهة مع النص الشعري هو المنبع الأوّل لهذه الطقوس".

القصيدة مرآة الشاعر

وإذا كان الكثيرون يصلون بين النص ومؤلفه ، فإن الشاعرأحمد الخطيب لا يعتقد أن "ثمة انفصالاً بين مقام الشعر وحال الشاعر ، فكلاهما وسيط ناقل للأحاسيس: فأنت عندما تقرأ نصّاً تظهر أمامك معطيات الشاعر وتقلباته ونزوعاته التي يريد ، من خلالها ، تقديم ذاته ومرايا كشفه. وعندما تجالس شاعراً وتتفيأ أحاديثه ، فإنك تستطيع أن تقرأ نصّه الذي لم يكتب بعد ، أو وجهته الشعرية وبوابات لغته ومرتفعات مخيلته وحضور ثقافته في النص. من هنا ، النص المبدع هو مرآة صاحبه ، فإذا ما وقفت أمام المرآة سترى بوضوح تام جوانية الشاعر".

المواجهة مع الشعر

وكما هو الإبداع الحقيقي ، يقود المبدع إلى سماوات لا يتوهّم الاقتراب منها ، فإن صاحب "مرايا الضرير" يؤكد أنه "مؤمنّ ببوصلة الشاعر: الشاعر المبدع ، وقدرته على تنسّم مفاتيح الشعر ، ومستوطناته ، وغزواته ، وانتصاراته ، وانكساراته ، ومؤمنّ بسيادتهً على النصّ الشعري: فهو نافخ اللحنً في وتر اللغة. هذا من ناحية الهدف من الشعر ، والدائرة التي يطوف فيها ، أما من ناحية أساليبه وأطواره ونمو تشكلاته ، أحياناَ يضعني في مواجهة لم أكن أريدها ، أو أبحث عنها ، أو أسترق السمع لها".

الصحافة بوابة العبور إلى الواقع

ففي عُرفه أن "الإبداع هو حقل تشكيلي ، وإسنادي للغة ، وهو تثوير لفتنتها ، وتحبير أزقتها وحواريها بالألوان. وهو فوق طاقة الواقع لأنه محكوم عليه بالمؤبّد في سجن المتخيل والتخييل ، فيما تشكل اللغة الصحفية بوابة للعبور إلى الواقع بكلّ إرهاصاته ، وهي محكومة بعوامل الأرض ، لا الفضاء كما هو الإبداع وهذا يحتاج إلى إلغاء المتخيّل اللغوي. من هنا أرى أن الأوّل قائم بذاته ، مستغنْ عن لغة الواقع لغة الصحافة فيما يحتاج الإيقاع الصحفي للتلوين في بعض مادته الإخبارية ، وخاصة الثقافية ، لهذا أجزم أنّ الإبداع هو مورد عذب للصحافة إذا أحسن التعامل معه".

التلاحم مع القصيدة

لا يحتاج الشعر غير الوقت ، فأنا لم أدعْ ثانيةً تمرُّ إلا ومارستُ فيها فعل التثوير لهذا الكائن ، حتى في أشدّ ظلمات الواقع. كنتُ أنير لهُ سلّمهُ ، ليصعد ، واثقاً مطمئناً ، الوقت المتمثّل بالمجاهدة والسّهر ومعالجة العدوى القاتلة التي تصيبه من جرّاء اختزال الذاكرة للمنتج الشعري الكبير ، فيما أخذت منهُ قوّة المواجهة مع الآخر ، وكيفية تلاحم التضاد ، وقدرة الكشف وقراءة المخبوءات النفسية للإنسان".

بصمات

لكن ماذا عن بصمات الشعر والشعراء الأردنيين على خريطة الشعر العربي؟ يؤكد أحمد الخطيب أن "الحركة الشعرية الأردنية هي من أهم الحركات الشعرية العربية ، وقد قدّمت فرساناً للشعر ، وهذا ليس كلاماً في الهواء ، بل قراءة متأنية لحركة الشعر العربي. نحن نمتلك طاقات شعرية سامقة ، حازت على العديد من الجوائز العربية والعالمية. وشعراؤنا ، في المحافل الشعرية العربية ، هم من يستحوذون على الجماهير ، وهذا ليس رأياً شخصياً منحازاً ، بل يدعمهُ رأي متلمّس من أصدقاء وأدباء عرب. ولكننا على المستوى الإعلامي ، والحراك الجمعي نفتقد الكثير: نحن نحتاج إلى ماكينة إعلامية تتابع هؤلاء الشعراء ، وتسلط الضوء على منجزاتهم".

لماذا يطلب الشاعر من المتلقي أن يرتقي إلى مستواه؟

ربما هو سؤال استفزازي ، لكن ماذا عندما يتحمّل الجواب جزءاً من عبء المسؤولية؟ إذ يقول صاحب "أحوال الكتابة" إن الشاعر "يَطلب من المتلقي أن ينهض بثقافته ، وأن يستند على إرثه العربي الكبير ، وأن يتحمّل مشاق اللحظة الكتابية التي يعاني الشاعر ، لا يجوز أن يمضي الشاعر ساعات ، وربما أياماً ، في كتابة نص متشابك لغة وإرثاً وتناصّاً ، ومحمولْ على أجنحة الخيال (أس العملية الإبداعية) ، ويأتي المتلقي المشغول بفتنة الحياة وأحوالها السريعة ، في هذا العصر: عصر الانترنت ، والثقافة الهابطة ، ويطلب نصّاً هابطاً ، أو ركيكاً ، أو وجبة سريعة لإشباع رغباته الدنيوية ، لهذا يجهد المبدع الحقيقي للنهوض بالمستوى القرائي المبني على ثقافة واسعة: ثقافة مرنة. على المتلقي أن ينهض ، أيضاً ، بثقافته: أن يسعى إلى تراثه ، وأن يمرّن عقله على التحليل والمواجهة والتأويل: عليه أنْ يعيش لحظة الألم الكتابي ، وعلينا بوصفنا مبدعين أن نؤسس للمتلقي العمدة على رأي صديقنا الشاعر ، د. راشد عيسى".

مخاض القصيدة

"القصيدة ليست كاميرا ، أو برج مراقبة ليست دفتراً لإثبات الحضور والغياب: إنها كتلة متفجّرة تأتي في سياق مخاض مؤلم. والقصيدة ليس إيقاعاً مبرمجاً لحركة ما ، أو مشهد ما ، بل هي دورة كبرى للحياة ، تتنصّت لكلّ خليةْ في هذا الواقع ، ولكنها تختار ما يوافق أجنّتها ، لتظهر في النهاية كائناً حيّاً يعيش الواقع. نستطيع أن نظفر بكلّ قصيدة تفاصيل يومية لممارسات الشاعر ، ولكن تتفاوت أقواس الرؤية ، بالنسبة للمتلقي ، في إطار ما يبحث عنه".

الشاعر يؤسس لعالم مليء بالجمال

"الشاعر يجد في معالجة إشكاليات الكون والوجود متنفّساً له للحياة ، بعيداً عن دائرته الضيقة ، لهذا هو دائم السعي لتحقيق عدالة الأشياء والأسماء والصفات: الأشياء المرتكزة على تداخل الأشكال الوجودية ، والأسماء الناتجة عن تشكل أسباب الوجود ، والصفات التي يحسبها مرآة له للنظر ، بعمق ، إلى جوانيته التي تنهار. هو يؤسس لعالم مليء بالجمال: لأن هذا العالم هو المحيط ، ولا يقف البيتُ عائقاً ، فالشاعر يضيء العالم ، ولا تكون الإضاءة إلا بالاحتراق ، وأستطيع أن أفهم الدلالة الإيحائية للسؤال ، وإعادة اقتناصه من جديد: يضحّي الشاعر بنفسهً ومالهً وبيته من أجل حياة أفضل للآخرين: لأنّ في هذا خلود للجمال".

عبقر الشعر

ولأن القراءة هي زوّادة الشاعر ومعينه في مواجهة الحداثة ، فإن أحمد الخطيب يؤمن بأن "القراءة متشعّبة ، ولا تقف على برّْ واحد ، بل تنسجم ، على وَفق معطيات المخاض الكتابي ، فأنا عندما يهجسُ عبقر الشعر في ذاكرتي ألجأ كثيراً للشاعر محمود درويش ، والشاعر العربي المثقب العبدي. وعندما تدهمني جمرة النثر ، أبحثُ عن جبران خليل جبران ، وعندما تتقمصني اللحظة ، أذهب في نزهة مع الروائي جبرا إبراهيم جبرا ، والروائي حنا مينا ، وحينما تعترضني فكرة المواجهة مع الذات ، أصعد سلَّم الفلسفة ، لأصل إلى ابن رشد".

ما هو رد فعلك حين تقرأ نصاً شعرياً رديئاً؟

"أنا لا أقرأ نصّاً شعريّاً رديئاً ، لأنني منذ الجملة الأولى أرمي به عرض الحائط ، وأعترف أنني لا أقرأ شعراً إلا لأسماء محدودة. القراءة المتأمّلة الواعية تحتاج منك إلى يقظة ، فالساحة الشعرية العربية تكتظ بالنصوص الرديئة بعد غياب رقابة الضمير".

سلوك الشاعر

لا أعتقد ، إذا كان ثمة التزام بمفهوم الأدب ، وقراءة هذا الجذر. ولكننا نلحظ انفصالاً ، في بعض الجوانب ، ومرد ذلك إلى المتخيّل الذي يلحّ على نافذة الإبداع. فالنص ، في وجهته التكوينية ، وسعيه إلى ترميم الخراب ، يتصل بالممارسة اليومية للشاعر ، وفي سعيه للتأمّل والانفلات من عقال الواقع يُحدث انفصالاً جزئياً بين الحالة الوجدانية الأخلاقية والممارسة اليومية. ولكن هذا لا يشكل قاعدة نستطيع أن نطلق ، من خلالها ، الأحكام على الانفصال أو الاتصال بين الحالة والممارسة.

سؤال الحداثة

الحداثة ، من وجهة نظري ، لا تعني الانقطاع ، بل الامتداد الطبيعي لعملية التكوين الإبداعي ، وتفريع منازله ، من حيث الاتصال والانفصال: الاتصال مع جمهرة الفعل الإبداعي والاتكاء عليه ، والتراكم على منجزه ، في دوائر الاستقطاب والإفادة ، والانفصال عن المحدودية الرياضية المحسوبة بعلامات تتفق ، أو لا تتفق مع الغرض الزمني أو سرعة حركة التاريخ ، في دائرة الإضافة والتراكم الثقافي والحضاري ، أيضاً. من هنا ، لا أرى في الحداثة ما قد يسيء إلى الأصالة ، بل هو ميدان تكاملي يتمّ خلاله تعميق الهوية الثقافية والحضارية على وَفق معطيات الزمن وتحولاته. وإذا ما أخذنا الشعر نموذجاً لهذا المفهوم ، فالحداثة المتصلة رأبت الصدع بين المسافة الزمنية التي تشكل فيها عمود الشعر ، وبين المساحة المعاصرة لقصيدة التفعيلة ، من خلال المحافظة على منبع الإبداع الشعري المرتبط مباشرة بقلق الروح وفضاء المخيّلة ، بينما أضافت إلى الأصالة منزلاً جديداً يتمثل في تعطيل المساحات الرياضية المحسوبة ، وفتح الغرف الصوتية على أوتار متعددة تتيح للشاعر إمكانية الشدو خارج أسوار المنزل. ومن دائرة الحداثة الشعرية المتصلة نستطيع ، أيضاً ، إعادة البنية الرياضية إلى عمود الشعر بقليل من التصرف بالوحدات الصوتية للمقطع الشعري الحداثي.

سؤال الخلود

تحقيق هذا الشرط يخضع لسببين اثنين: الأول أن تكون القصيدة قائمة بذاتها ، غير مستنسخة ، والثاني أن تقدّم حمولة إنسانية ذات خطاب إبداعي ، وهذا لا يمكن فصله عن القراءة المعمّقة للذات ، لأنها تشكل بهذا مفصلاً ذاتياً وإنسانياً غير قابل للموات ، لإمكانية القراءة المتعددة لها في كل آن ، وإمكانية إسقاطها على المستجدات في كلّ عصر ، وإمكانية تتبع أثر القصيدة التاريخي..

دور القصيدة في مواجهة الزيف والبهرجة والخنوع

لم تعد القصيدة كسابق عهدها: فاعلة ومفعّلة للدور الإنساني ، لا لعجز في مكوناتها ، بل لضعف التلقي ، وانشغال المتلقي المعاصر بذاته الخارجية ، وهروبه من تتبع الداخل ، وكأنه ، بذلك ، يسعى إلى تحييد هذه الجوانية التي تتصل بالقصيدة: لأنّ منبعهما واحد: هو انشغالات الروح.

من يحمي الشعر من المتطفلين عليه

التاريخ هو الفيصل ، بل أؤكّد أنّ المسؤولية المشتركة تقع على عاتق المبدع الحقيقي والناقد الحقيقي والمؤسسة الثقافية الحقيقية ، فهم ولاة أمر هذا الكائن الحي ، وهم حماة جواهره ، وهم القادرون على ضبط الحدود ، وتسييج الحمى ، برؤيتهم ، وهم وحدهم من يستطيع التصدى لظاهرة المسيئي للإبداع ، فالشاعر عليه أن لا يجامل ، والناقد عليه أن يوضّح وأن يُعمل مبضعه في هذا الجسد الهزيل ، والمؤسسة الثقافية عليها واجب عدم منح جواز مرور مزيف لهؤلاء.
جريدة الدستور- عمر أبو الهيجاء
التاريخ : 17-09-2010

إرسال تعليق

حقوق النشر © موقع أحمد الخطيب جميع الحقوق محفوظة
x