هم هكذا

 


هُمْ أركسوها خلسةً

في نأيِهم عنها

وظلّوا مترعينَ بقصفِ ذاكرةِ الطفولةِ

قيل سوفَ يؤولُ هذا الأمرُ للأشياء

عند محاكمِ التفتيشِ

ثمّ يجيء مثلي خلسةً

رجلٌ

وينعى كلَّ مائدة الهزائمِ

يشتري ريحًا

ويقبضُ ألفَ جنيٍّ

لِيَحكُمَ في الحدائقِ دورةً لخلودهِ

في ماءِ ما لا يعرفونْ

خَلَدوا إلى الأرض المعاشِ

وكانَ آخرُهمْ حزينًا

لم يجدْ وقتًا ليلحقَ بالهواءْ

نصبوا المعارج إذ رأى الدُوريُّ أشباهًا

وهم يتساقطونْ

 

همْ هكذا

يصطادهُمْ نقشٌ ترجّل عن فضاء اللوحةِ

الأولى لهذا الكونِ

ينتحلونَ أشياءً مُعرّاةً، وينسحبونْ

 

أخفى صديقي

هُدهدَ الشمسِ عنِ الأنباءِ

أوراقًا مضمّخةً بملح تناسُلِ الإيقاعِ

خلفَ عروقِ أشجارِ الرؤى 

وكذلك المعنى

وهمْ يتهامسونْ!

وإناثُ هذي الطيرِ تذهبُ

وهيَ تعرفُ أنَّ فخًّا في السهولِ

لعابرٍ خَسِرَ الطريقَ

وعاد لا يلوي على تثوير أحلامِ المُتونْ

لكنّهُ عبثًا تضاءلَ

كان مثلي قابلًا للكسر

إلا زورق الرؤيا

وميقات الجنونْ

 

هي حجّةٌ لزفافِ إمرأتينِ

بعد تخاصُمِ الأبناءِ

كان الوقتُ مشبوبًا

وأنثى الوردِ مما يعلمونْ

هي هدأةٌ لجنون هذا الموتِ

يأتي خلسةً

ليصافحَ الجُلساءَ في جلساتهمْ

هُمْ هكذا الشعراء

ينتسبونَ

للمعراجِ بعد سقوطهمْ

في فخّ ما لا يعلمونْ

مُتَهيّبونَ

مُقرَّبونَ من المكائدِ

لا يُقارِبُهمْ صفيحٌ ساخنٌ

أو وردةٌ لذهولِ هذا الانتقالِ

من الشمالِ

إلى اليمينْ

مُتمَسِكُونَ بمنجلِ الأحوال

مُعْتَبَرُونَ مثلَ قيامةٍ في الأرضِ

يندسُّونَ

 

أُمّيُونَ يفتَرِشُونَ أسبابَ الخسارةْ

همْ هكذا

تضْيَقُّ حول سريرهمْ صُوَرُ العبارةْ

فيمارسُونَ خسارةً أخرى

ويُفْتَتَنُونْ        

 

نصبوا معارجَ لالتقاءِ الأرضِ بالشّهداءِ

لم يجدوا علاماتٍ لقوسِ الأرضِ

وهي تضجُّ بالزُّوّارِ

كانت عقدةُ الزيتونِ

في الشِّقِّ البعيدِ من المدينةِ

تأخذ الأسرارَ عنْ أرضٍ حنونْ

نصبوا المعارجَ

والقراءةُ أوّلُ الخطواتِ للفرحِ المُيسَّرِ

لاحتضانِ الخوفِ

هذا الكونُ للأسرارِ 

ترحلُ معْ جلالِ الأمنياتِ، إذًا، فبشرى

أيُّ بُشرى

سوف تهطِلُ من سوادِ العالمينْ!!

نصبوا المعارجَ

واستداروا فَكِهينْ

 

خلدوا إلى المعنى

وهم يتغامزون

لو يشعرونَ بما وراء الغيبِ

لانتشرَ الحديثُ عن المجازِ

وكان إشعاعًا على الطرقاتِ

هَبْ أنَّ المدينةَ أوّلُ الإيقاعِ

في المنفى

وهَبْ أنَّ الفُتونَ قلادةٌ للناسِ

حين يُجَرْجَرونَ إلى الوقايةِ

من حُدوس الناي

أو من زلّة التاريخِ في الدُّنيا

من الأشياءِ، وهيَ قلادةٌ

أو عَصْفُ ذاكرةٍ حرونْ

لو يعرفونَ أيائلي

عَرَجَتْ إلى بوابةٍ أخرى

هنالكَ حيثُ ما أَلِفتْ من المرعى

فأنساها انخفاضُ الأرضِ أسوارَ القبيلةِ

إذ أرى شيخَ القبيلةِ نائمًا

في حضنِ إمرأةٍ

وقهوتُهُ مرايا من بقايا النائمينْ

 

وكأنّهمْ

يتصافحونَ على الرؤى

حِرصًا على تأويلِ أشياءٍ

خبرناها صغارًا

إذ رأى البوّابُ أحصنةً تهاجرُ

من مدينتنا إلى المنفى

وكنّا آنذاكَ نُعيرُ هذا العشق آذانًا

وهمْ يتناطحونَ الصّخرَ إيقاعًا

لصَبّارٍ حزينْ

وكأنّهمْ يشّاطرون -إذا تبلل واحدٌ منهمْ-

رغيفَ الجائعينَ على حدودِ الليلِ

ينسحبونَ من أفرانهمْ

ويقلقلونَ بما وراء النّارِ

إذْ هُمْ يَنْضجونْ

 

شعراءُ

لكنَّ القصيدةِ أنكرتهمْ

ليلةَ الإيقاعِ

فابتاعوا حِليَّ نسائهمْ

واستبدلوا الأدنى

وهُمْ يتنابذونْ!

 


إرسال تعليق

حقوق النشر © موقع أحمد الخطيب جميع الحقوق محفوظة
x