صورة أخرى

 

لو كنتُ أملِكُ صورةً أخرى لهذا الموتِ

لانسحبتْ يدايَ من الحياةِ

كما انسحبتُ

لكنني أوغلتُ بالتشبيهِ

فانكسرتْ مرايا دون ذاكرتي

فنمتُ                

 

لو أنني في الليلِ

كنتُ أشيلُ أشيائي على مَهَلٍ

جنوبَ البابِ إذْ يتنصّلُ الماضي من الأيام

لاتَّسَعَتْ رؤاي على الحقيقةِ

والكلامُ على هُداهُ

وزينبُ الأخرى على مَهَلٍ تجيءُ

إذا اتَّسعتُ                 

 

لو أنني أُرْجِفتُ بالتشبيهِ

واحتملتْ لغاتي كلُّها مطرًا

على غير اتّساقٍ

هل تظنينَ الجنازةَ

سوفَ تعبُرُ خطَّ هذا النّهرِ

لو أنّي عبرتُ؟!

 

لو أنني حدَّثتُ جاري

وابنَ جاري

وابنَ قريتنا

عن السّهلِ الذي جذبتْهُ نحو حنينها

أشجارُنا الأولى

فهلْ كنتُ انكسرْتُ؟!

 

لو أنني لم أعبرِ النهرَ المقدَّسَ

نحو أرضٍ لم تطأ لغتي

ولم تُنشئْ مخيمنا على سَبَخِ الدروبِ

وظِلْتُ في وطني

قريبًا من مدار الشمسِ

منْ ديوان قريتنا

ومنْ وهجِ البيوتِ إذا بنيتُ

هل كانَ يسألني عن المعنى صديقي

حين عن معنايَ تهتُ؟!

 

هل كان هذا بعض أجنحةٍ ترفرفُ في الأعالي

مثلَ أغنيةٍ صبا فيها غزالٌ مولعٌ بالرّكضِ

أمْ أنّي ولدتُ على جناحِ كتابةٍ

فَجَنَحْتُ؟!

أمْ كان هذا ملحُ أنهارٍ تعتّقَ في أقاصيها

سؤالُ النّاسِ عن سيزيفِ

عن زيتونةٍ رعويةٍ أمّلْتُها بضياءِ ما خبّأتُهُ

منْ حاجةِ التمكينِ

لا تنسى بأنّي مولعٌ بالركضِ مثلُ غزالتي

والأرضُ أجنحتي

ولا تنسى بأنّي ملءَ ما في الكونِ

من صُوَرٍ

رشفتُ من الحقيقةِ

وامتلأتُ!!

 

وهنا ركضتُ

فزدتُ من أحمال أرضي نخلتينِ

لعلّ أَخْيِلَةً تفيضُ على الشوارعِ

مُهْرَةً

أو مُهْرَتينِ

لذا ركضتُ

وكان يتبعني حنيني من جلاء الطرحِ بالرؤيا

إلى صَبّارتينِ على سياج النّهرِ

قلتُ أُسلسِلُ الأحجارَ فوق مدارها

وأُعيذُ نسلَ غيومِها من فتنة الأحداثِ

لكني غويتُ!

وفرْطتُ أسراري وأسبابي

تركتُ العالقينَ على مدار السالكينَ غوايةً

ونقعتُ

أشرعتي، وجئتُ    


إرسال تعليق

حقوق النشر © موقع أحمد الخطيب جميع الحقوق محفوظة
x