تتكشّف عن القراءة للشعرية العربية من دلالة النصّ الداخلي، جملة من المحاور التي يمكن للمتلقي أن يعاين فيها روح النص الشعري، وفضاءاته المتخيّلة، وأنماط وعيه، لما يتمحور في ظلاله من إمكانات تنتج انزياحاً في البعد اللحظي الذي يقع وراء المنتج الشعري، فهو الكاشف المرئي لتلك الثغور التي تتداخل خلالها المفردات لتشكّل هاجساً لغوياً في مراحلها الأولى، وهو الكاشف التقني لتلك المدخلات التي تتوسّط العملية البنائية، والتي تقرر فيما بعد الوجهة القرائية للنصّ بشقيه الداخلي والخارجي، من هنا نحسبُ أنّ القراءة الشعرية تعتمد في أسسها البلاغية على منهجٍ يقرره المتلقي وفق ما يتماس معه من هواجس لغوية ترشده إلى تلك الظلال الخفيّة " المساحة الخفية " في القول الشعري، حتى تتم عملية التوازن بين ما هو داخل وما هو خارج.
في ديوان " شظايا " للشاعر مجذوب العيد المشراوي، ثمة ما يقودنا للتمسك بأوعية اللغة، فرزاً بينيّاً يطال كلّ فكرة قادمة يعالجها بالمنظور المرئي للواقع، وما يحدثه هذا المنظور من انزلاقات، فنحن إذ نظفر بكثير من اللذة ونحن نتمسك بالخفاء الدلالي الذي يتقنّع خلفه الكلام الشعري، إلا أننا نمارس أيضاً فعالية إنتاج مثل هذه اللذة التي يستملح الشاعر كؤوسها المتخيّلة:
أسالني الشوق أعوامًا بشرْفتها
وما نـَمَت يومَها في غمرة المحن
أسالني فـَطَـفـَا اللـَّوْن الوحيد وما
أعادني عَسْجَدًا يُرْضيكِ يا وطَنِي
أسالنِي.. كل أنفاسي مدمّرة
وهذه مهجتي يَحْتَلّهَا شجَنِي
وما نـَمَت يومَها في غمرة المحن
أسالني فـَطَـفـَا اللـَّوْن الوحيد وما
أعادني عَسْجَدًا يُرْضيكِ يا وطَنِي
أسالنِي.. كل أنفاسي مدمّرة
وهذه مهجتي يَحْتَلّهَا شجَنِي
نحن أمام حالة من التمظهر الجواني الذي يستبد بالشاعر، حيث لا مجال أمامه إلا قراءة هذه المفرزات النفسية للحالة المتقدّمة في الرؤى، إذ أنه مستمسك بالمقايضة بين مفتاحين للعبور الشعري، مفتاح: يعتمد على تشكيل بنية تفاعلية غير منضبطة بمقدار ما يريده الفعل " أسال
"، وما يريده التشكيل الإشاري للفعل " أعاد "، فالشاعر بينهما يبدو قلقاً من شرفي المحن والشجن، واللتين ربما تقدّمان مناخاً مختلفاً عن فضاء اللون الواحد، والمتمثل بظهور حالة إشعاعية تتمحور حول " العسجد"، وهذا ما يقرره نص آخر للشاعر بعنوان " رعاش"، والذي يستنجد الشاعر بمرآته، للتخفيف من عبئ النقطة الفاصلة بين حديّ الداخل والخارج:
في أي ريج يستعيد هدوءَه
هَذا الرّعَاشُ وَرَا قطيع شُجونِي ؟
أمْشي بلا وطن وأشْرك بعضه
في شارع يمشِي بغير عيون
هَذا الرّعَاشُ وَرَا قطيع شُجونِي ؟
أمْشي بلا وطن وأشْرك بعضه
في شارع يمشِي بغير عيون
وكما يستبد هذا الحال بالشاعر، تغزو اللغة تراتبية هذا الاستبداد، مقدّمة حلاً منطقياً، ولكن هاجس الشاعر بالالتفات إلى ما هو أبعد من هذا الحل، يقدم صورة جانبية غير متوازنة مع البعد الثلاثي للرؤيا، فالحل كما تقدمه اللغة في صوتها الأثيري يكمن في:
علّمْتُه أ نْ يَشْتَريني عاشقًا
ليُضيفَ عزَّتنَا إلى أجفانِه
ما زالَ يدفعُنِي إلى أَمَل به
خَبَّأ ت أغصانًا ورَا أغصانِهِ
زمن لبَعْثِي كالرَّبيعِ مواسِمًا
أشْدو إذا سجعوا لمَسْكِ عِنَانِهِ
ليُضيفَ عزَّتنَا إلى أجفانِه
ما زالَ يدفعُنِي إلى أَمَل به
خَبَّأ ت أغصانًا ورَا أغصانِهِ
زمن لبَعْثِي كالرَّبيعِ مواسِمًا
أشْدو إذا سجعوا لمَسْكِ عِنَانِهِ
أما الهاجس والذي ينزوي في أكثر من نص شعري للشاعر، فإنه يقدم رؤية مختلفة يردّ حيثياتها إلى تمسك الشاعر بقوة الحضور النفسي للشعر، وإمكاناته التي يتوقعها في مواجهة مثل هذا الانكفاء:
حين الرّفاق تُرَى أبدانـُهُمْ سُحُبًا
حين المَسَاء يَلِي هَمْسِي ويَنْتَقِل
حين البَراءات تُـبْقِي حُلمَهَا وَطَنًا
بلا شُروق وفي ألوانه الخبل
حين السّراب يثِير الحُبَّ في كَبِدٍ
ولا يُضيف إلى شَطْآنِه الخَجَل
حين الهَوَى يَحْتَسِي كأس المِرَارِ ولا
يُبَرِّرُ الصَّمْت أوْ يَخْلو بهِ الدّجَل
هناك أنت عبير الفجر تـَفـْـقـِدُنِي
ويشْتَريني كمَا سَرَّحْتُهُ الغـَزلُ
هناك يشطُبُنِي حِـمْل القصيد ولا
تعيدنِي شَيِّقًا في رَسْمِهَا الجُمل
هناك تَحمِلُنِي الأحزان مضطرِبًا
إلى بذاءات منْ وَلـّـوا ومن جهِلوا
حين المَسَاء يَلِي هَمْسِي ويَنْتَقِل
حين البَراءات تُـبْقِي حُلمَهَا وَطَنًا
بلا شُروق وفي ألوانه الخبل
حين السّراب يثِير الحُبَّ في كَبِدٍ
ولا يُضيف إلى شَطْآنِه الخَجَل
حين الهَوَى يَحْتَسِي كأس المِرَارِ ولا
يُبَرِّرُ الصَّمْت أوْ يَخْلو بهِ الدّجَل
هناك أنت عبير الفجر تـَفـْـقـِدُنِي
ويشْتَريني كمَا سَرَّحْتُهُ الغـَزلُ
هناك يشطُبُنِي حِـمْل القصيد ولا
تعيدنِي شَيِّقًا في رَسْمِهَا الجُمل
هناك تَحمِلُنِي الأحزان مضطرِبًا
إلى بذاءات منْ وَلـّـوا ومن جهِلوا
من هنا نستطيع أن ندخل إلى حديقة الشاعر الغنية بالأشكال، فالصراع يبدو بين الشاعر والشعر ملاذاً للغة، هذا الملاذ الذي يتخاطر ضده كثير من المتلقين، الذين يبحثون عن سراب رؤيتهم، غير متمرسين في قراءة لحظة السراب التي تتحوّل إلى قوة ممغنطة يستظل تحت عرائشها كلّ من ذهب إلى هذه اللوحة أو تلك، محتسباً، أو قابضاً على نورانية الشاعر الذي يكسّر الأشياء، وينتدب شظاياها لتشكيل لوحاته الفسيفسائية، أو لتشكيل لوحة ذات ألوان متعددة ومتداخلة لا تراها وأنت لصيق بها، فهي وإنْ كشفت لك في المنزل الأول من الإطلالة عن تربتها السطحية، إلا أنها سرعان ما تموج وتضج وتستنفر خيلها، لتقع أنت في شراك التحدي:
أعيدُكَ في سراب ما أراه
تجمَّعَ أو تَحَمّله الهفيف أو:
لأولد مرّتين على ضفافي
سأترك بذرَتِي عند الرّجال
تجمَّعَ أو تَحَمّله الهفيف أو:
لأولد مرّتين على ضفافي
سأترك بذرَتِي عند الرّجال
إذن نستطيع تلمّس هذا البعد الذي يشكله الشاعر، ولادة أولى: تقدم حبلَها السّري للوقوف على جوانية الشاعر، وولادة ثانية: تبدأ من اللحظات الأولى التي يركبها الشاعر محاولاً التجديف إلى سقاية بذرة التكوين، أو بذرة الحال، والوقوف على المقام:
لأرْسُمَ ماردًا يمْشِي بعيني
ويَتْرُكَ طيْفَهُ عندَ القلوب
لأرْسُم بدْلَة من شَمْس ليْلي
ومَا فَعَلت بِحَبَّات السُّهُوب
لأرْسُم زهْرَة ذ بُلـَت قدِيمًا
ومَا ذ بُلـَت بحِمْل مِن شُحُوبِي
ويَتْرُكَ طيْفَهُ عندَ القلوب
لأرْسُم بدْلَة من شَمْس ليْلي
ومَا فَعَلت بِحَبَّات السُّهُوب
لأرْسُم زهْرَة ذ بُلـَت قدِيمًا
ومَا ذ بُلـَت بحِمْل مِن شُحُوبِي
نحن أمام نصوص شعرية تعي مسالكها، وامتداد حلقاتها الإيقاعية، وتجذير بؤرة التوتر الإيقاعي، وتحديث شهوة، أو دهشة الوقوف على عتبة النص القديم، فالشاعر يبدأ، أو بدأ، وهو من الأمور المسلّمة، من لحظة الوقوف على عتبة الإيقاع، وإمكانية الإتيان ببريق خلفي له، متماساً مع صورة خلفية أيضاً للمضمون:
مُّثَلتُه لغة تسيرُ بجانِبي
تـَنْتَابُنِي- لو خفَّفَت - وتـُجادل
مثـَّلتُهُ حُزْنِي الذي أغْزُو بِهِ
ويَضُمُّنِي في وحْدَتِي ويُناضل
هوَ في الوريد يسيح مثل قصيدتِي
ويتيه في أحلامه المتسائل
فلـْتَحْتَرِق لغتِي لتَمْلأ صدْرَه
ولـْيَرْتَفِعْ من شِعْرِنَا المتمايل
هُوَ من هَوَى فلمَ البعيد يسيئ لي..؟
لم حُسْنُهُ في مُهْجَتِي متَمَاثِل ؟
هو والنّخيل وزفرة مكثَت به
خبَّأ تُهُم فَتَدَمَّرَ المُتَحَامِل
تـَنْتَابُنِي- لو خفَّفَت - وتـُجادل
مثـَّلتُهُ حُزْنِي الذي أغْزُو بِهِ
ويَضُمُّنِي في وحْدَتِي ويُناضل
هوَ في الوريد يسيح مثل قصيدتِي
ويتيه في أحلامه المتسائل
فلـْتَحْتَرِق لغتِي لتَمْلأ صدْرَه
ولـْيَرْتَفِعْ من شِعْرِنَا المتمايل
هُوَ من هَوَى فلمَ البعيد يسيئ لي..؟
لم حُسْنُهُ في مُهْجَتِي متَمَاثِل ؟
هو والنّخيل وزفرة مكثَت به
خبَّأ تُهُم فَتَدَمَّرَ المُتَحَامِل
هكذا يكشف الشاعر عن غايته، وعن مرسومها الدقيق الذي يوشّحه بمثل هذا التمازج بين أن يقرأ لغته، أو أن ينتجها، والفرق واضح بين القراءة والإنتاج، فالأولى لا تقدّم إلا نفسها في سياق التراكمي من الشعر، والثانية تستوطن مهجة الحرف، وتنقل مراياه المتقلّبة، والشاعر في هذا السياق لا يراوغ، بل يندفع بقوة لمثل هذه المواجهة التي ربما تحدث بينه وبين المتلقي المفتون بالموروث الدلالي والإيقاعي، ولكنه رغم ما قد يصيبه من حنق وقلق على فراشات لغته، إلا أنه يُستمطر بتعبئة المقام بأحوال ربما لا تخطر على بال أحد:
أسير به فهل أرْضَى دليلِي؟
وهل بطَشَت بحامِلِهِ الظّنون؟
يسارًا لا يَمُر هناك بَرْد
ولا يَمْضِي إلى بعضِي السّكون
وهل بطَشَت بحامِلِهِ الظّنون؟
يسارًا لا يَمُر هناك بَرْد
ولا يَمْضِي إلى بعضِي السّكون
ملاْت الكأسَ من صبْرين حولِي
ومن ألم تُخَبِّئُهُ الجُفون
ومن نخْل تناثَرَ في هُيامِي
لتَنْمُوَ في مشارِفِه الشّجُون
ومن ألم تُخَبِّئُهُ الجُفون
ومن نخْل تناثَرَ في هُيامِي
لتَنْمُوَ في مشارِفِه الشّجُون
أنا هنا لا أقلب المتاح من الفكرة " الوطن "، ولكن أعري ورقة التوت عن جسد المتخيّل الذي لا يهدأ، فالنص وحسب مُعطى تشكيله الفني، يرزح تحت وطأة مثل هذه المواجهة، فالوطن الكائن والوطن النص الشعري، كلاهما محتل من ذائقة استبدادية، يسعى الشاعر إلى تحريرهما معاً، عبر وسائل الاتصال باللامألوف، فلا يشجيه أن ينام وهو متوسد حلماً لا يتحقق، ولا تعطله رؤى تبحث عن لحظة هدوء، ولو نسبي، أمام هذا البريق الذي يلمع في الحرف ودلالاته:
أنْـفِي ركونِي للْغِوايَة دائمًا
وتَسَرُّبِي من سابع الشُّرُفات
أنْـفِي مكوثِي في رُبُوع خليقة
كم أنْجَبَت في موْسِم الأموات
وتَسَرُّبِي من سابع الشُّرُفات
أنْـفِي مكوثِي في رُبُوع خليقة
كم أنْجَبَت في موْسِم الأموات
ربما يظنّ القارىء أنني أبحث عن هيئة الموضوع، أو هيئة الدلالة، وهذا حق له، ولكنني، أحاول اصطياد هذا المتغيّر الذي يحدثه الشاعر في الواقعة الشعرية العربية، بدءاً من تثوير الإيقاع، ومحاولة تطويعه لبنية لغوية غير كلاسيكية، بنية قادمة من أعماق فهم الشاعر لماهية الشعر، وعدم الركون إلى المنجز، بل هو يستظهر كلّ مآزق البنية الخليلية، ليقدم حلاً جديداً، ينسجم مع حداثة الرؤى التي ينتجها النص الحداثي:
تذيعُهُ عاليًا ، هل بات يسرِقنِي ؟
هل بعضهُ سَرّبَت أحلامُهُ شَجَرِي؟
أتيتُه طائعًا في ليلة بزَغَت
مِنْ غربَتِي من سرَاب الرّوح من قدَري
يسوقُنِي في غياب الصّمت مرْتَعِشًا
إلى بلابلِهِ في زحْمَة الخَطَر
هذا الحَنِين إلى أيّامِنَا وإلى
غوايَة الزّهْر في ترنِيمَة المَطَر
تَرَفَّقِي لست صَنْديدًا وما بلَغَت
نبَاهَتِي موسِمَ الأزهار والشّجر
إذا عَبَرْت عيونِي فافْتَحِي وطَنًا
يُريحُني كلّما سَلَمْتُه وتَري
لأنَك الماء في أزيائهِ ، رسَمَت
أطيافُهُ لغَتِي واسْتَعْذَبَت سفَري
هل بعضهُ سَرّبَت أحلامُهُ شَجَرِي؟
أتيتُه طائعًا في ليلة بزَغَت
مِنْ غربَتِي من سرَاب الرّوح من قدَري
يسوقُنِي في غياب الصّمت مرْتَعِشًا
إلى بلابلِهِ في زحْمَة الخَطَر
هذا الحَنِين إلى أيّامِنَا وإلى
غوايَة الزّهْر في ترنِيمَة المَطَر
تَرَفَّقِي لست صَنْديدًا وما بلَغَت
نبَاهَتِي موسِمَ الأزهار والشّجر
إذا عَبَرْت عيونِي فافْتَحِي وطَنًا
يُريحُني كلّما سَلَمْتُه وتَري
لأنَك الماء في أزيائهِ ، رسَمَت
أطيافُهُ لغَتِي واسْتَعْذَبَت سفَري
فالانتباه إلى أزياء الماء، وما تشكله من تداخل لأصوات غير ثابتة، والانتباه إلى اللغة وأطيافها، اللغة التي ارتاحت إلى المغامرة والخروج عن هيئة المألوف على يد الشاعر، تشي بتسرب قيم الاتصال بالموروث وتعميق حواسه، لهذا يأتي البلاغ باكراً:
سأعْبًر العِشقَ مملوء بِقوَّتِه
إذا أتَتْنِي بلا خوف.. بلا جدل
إذا أتَتْنِي بلا خوف.. بلا جدل
إذن هي ليست مجازفة غير مأمونة الجانب، بل هي واقعة لا محال في بحر من العشق، أو هابطة من سماء علوية، ليعود الشاعر، بعد أن يرمّمها، ويطلق عنانها باتجاه سماء أخرى، محملة بصمته الخاصة، وجنوده، ومواليه:
يُمارس حرفة الأفلاك شوقي
ويعزف زفرتي في اللـّيل قهرا
بأيِّ الشعر تقذفني إليكم
سمائي لو ركبت الشِّعر دهرا ؟
ويعزف زفرتي في اللـّيل قهرا
بأيِّ الشعر تقذفني إليكم
سمائي لو ركبت الشِّعر دهرا ؟
هذه محاولة لقراءة الفعالية التي يسعى الشاعر لتجذيرها، مقابل الإمساك بجذر جديد للإيقاع، والتحوّل اللغوي، والوقوف على عتبات جديدة، في محاولة للنهوض بالشعر القديم والحديث معاً من زوايا الكربون، وتحبير الورق، وما هذه الشذرات إلا بساط أوّلي لقراءة أكثر عمقاً لتجربة شعرية استطاعت أن تتفادى أشواك التجريب، تجربة تستحثّ اللغة للسباحة في بحر الإيقاع، وتستحث الإيقاع لتجاوز مطبات اللغة، وكلاهما غير مأمون الجانب، إلا إذا كان سلاح الشاعر مشرعاً تجاه خلق مفهوم جديد للشعرية، وهذا ما حاز عليه الشاعر المشراوي.