يندفعُ الجبلُ الأخضرُ
سرّةُ ليلك نحوي
يندفعُ الماء إلى جدولهِ
أكثر نحوك
أكثر من امرأةٍ
أكثر من حاشية الغيم
وأكثر من سيرة أمي
يندفع الجبل الأخضر
أدخل في عتمتك البريةِ
في خاتمة الموتى
أسألها عني
عن حاسرة الرأس
وعن درب التبّانة هل جرّب لحمي
يندفع الجبل الأخضر
أطحن زعتره البري
مِمّا أبقتهُ الخيمةُ في الكأس
ومِمَّا كان يكاثر شهقة أمي
أمي
زوَجَها
لأبي
عمّي
لأبي
بعد خروج الناس إلى المنفى
خرجتْ من بيتك أمّونةْ
تحمل قرطاس الأحباب
وأفراس الذكرى
عمّرتِ البيت
رعتنا بالأهداب
تلك منازل شاسعة
ستة أولاد
وبنات أربع
يذهبن صباحاً للساحةِ
وحصائر زرقاء
حين تعمّقُ رحلتها الشمس مساء نتجمع
حول المدفأة العمياء
ونأخذ من شجر الساحة تفاحةْ
أيتها الحجّة
يا أمي
أورثني الجبل الأخضر
ما لَم أسطع حملهْ
ورماني بالأسباب
صوّان تحت القشرة لا تحملهُ الريح
ظلَّ يداهن في الرحلة كل خيولي
لَم يعط الناي مدى وسِوى
شطّف غيرتهُ
ورمى بالورق الأصفر فوق سهولي
لكني لَم أدخل جوف ستائرك الذهبية
حتى أقمط غيمي
أمي
زوَّجَها
لأبي
عمي
لأبي
كان قليل البخت
وأطهر من شتلة ليمونةْ
لا يشرب قهوته إلا حين يجنّ الليل
ونأوي نحن المطرودين من الجنةِ
نحو فتافيت الأشياء
كان قليل البخت
ولا يسأل عن أيام الأسبوع
كلّ الأيام سواسية في الخيمةْ
ومنابعها حَجَرٌ
من سربية هذا الماء
آخر أغنية في الخيمة سهمي
يتكسّر باب الخيمةِ
أو أتمرّغ في البئر المطرودةِ من خامتها
تتلوّن مرآة الحارة عن حشوتها
حين تطوف على السكان
وتمحو ما يتوسطها
امرأةٌ في الستين على عتبتها
ولها تأويل سجود الطير على شجر الدفلى
والدفلى تحت التلةِ
في رئة القوس
ملهاة الماعز في الصحراء
مرثاة نشيد القوم
والدفلى تحت التلةِ
تلمع فيها الشمس
الشمس المرّة
وذوى عرش أبي
في الهجرة بعد الهجرةْ
وأنا أشتل نفسي
من بطن الحرّةْ
أثقب عين الشمس
أواجهُ عينَ النوم
واضحكُ حين أنادي: أمي
زوّجها
لأبي
عمّي
لأبي!!
0 Comments: