أقواس مرمّمة
-1-
جرَّةٌ فارغةْ
كنتُ عبَّأتها بالنبيذْ
_ ذات ليلٍ _
وعبَّأتهُا بالكلام
جرَّةٌ فارغةْ
فوق شعركِ أمي
تداعتْ على قلبها في الظلام
كنتُ عبَّأتهُا بالنبيذِ
وكسَّرتهُا في الزحام
-2-
لو يجيء على مَهلهِ
لو يباري الجمال
وأنا أنزوي بالكلام
الكلام الذي جاء بالسيّدةْ
-3-
يدها
واشتعال الكمان
ودنوّ الدى من يدي
يدها لا يدي
كَوَّنتْ تربة صالحةْ
وامّحتْ مع سراة المدينةِ
والكائنات
ومرمى غدي!
-4-
في مساء السهر
نأخذ الموتَ عن صدرها
مرّةً
ثمّ ننسى
بأنّا ولِدنا كثيراً
هنا
وهناك!
-5-
الهواء الذي في الغيوم
مرَّ بي فوق تلّ الظلامْ
غير أنّ الكلام
كان نهراً يسيرُ على شارعي
وامرأةْ
-6-
المدينةُ شقَّتْ لنا النهرَ
لكنها أغرقتْ نصفنا
المدينةُ نصفُ اللصوص
أقاموا بها
بعدنا
-7-
الصّديق الذي كنت أسلمتهُ
لعيون الغرفْ
كيف لَمّا أضأتُ لهُ شمعتي
قوّمَ الموت ضدي
وعاجلني كالخزفْ
-8-
حين تغافلُ شهوتها
وترى سكانَ الأرض كما كمّثرى
تشهقُ تلك النجمةُ في عين الوالي
حين تغافلُ شهوتها
وتراني أحفرُ شكلَ التفاحةِ
تمنحُ نصفي ما يمنحُهُ القوسُ
لعينِ غزال
-9-
الساحةُ خلف البيت
يسكنها شجرٌ منذ المتنبي
غارقةً بالشعر
ولا تمنح أحداً غيري
الساحةُ خلف البيت
أدخلها معتدّاً بجنوني
وأراها تمنع غيري!
-10-
كان قديماً يسأل أمّي
أن تخطبَ ابنة جاري
كي يتزوّجْ
وتزوجْ
بعد شتاءٍ فرَّ إلى سحنتهِ
جذبَ الزّق إليهِ
وأعفى لحيتهُ في برية عوسجْ!
-11-
لَم أجلس بعدُ على بئرٍ محَمومةْ!
حتى غادرني القلب إلى شوك الصبّار
كان رفيقي السوسنُ
والسوسن من فرط حقولي
غاب مع التيار
حجّلني بيديهِ، وقال:
إنّ المرأة في المرآة ملمومةْ!
هل كنت أنا ظلي
أم كان يدي
أم كنّا نرسم في المرآةِ
كؤوساً مسمومةْ!
-12-
كنا سبعة أفرادْ
نشربُ في الليلةِ عسلَ العودْ
نبهرُ ملكوت الجدران بحدأتنا
وغناء التوتْ
بعد شتاءٍ
سرَّبنا ظلٌ يتفصَّدُ عن يدهِ
شيءٌ مفقودْ
الكلُّ هنا
الكلُّ هناكْ
يتحدّثُ عن رغوة هذا الجبروتْ
هل كان يظنُّ بأنَّ الأمرَ بسيط؟
يخلعُ عنا حمأة هذا الحبِّ وينسى
أنَّ الآخرَ يتقن فنَّ التابوتْ
عسلُ العود بكى
وبكينا
وامتدَّ إلى الحانةِ حَجَرٌ مقصودْ
-13-
غيَّرتُ الكأسَ
ولكني لَمْ أفتح نافذة الحارةْ
أوَّلُ ريحٍ تشبهُ فني
وعواء الذئب على ولدٍ
قام إلى المرعى
حتى يرسفَ في المرمى صنارةْ
غيَّرتُ الكأسَ
وما غيَّرتُ الماءَ بهِ
أيهما يلمسُ أسبابي؟
أنتَ
أم الحاجبُ
أم زوبعةٌ جبارةْ
مع سعة الصحبةِ
أمّارةْ!
-14-
في حجّة شاعرنا
منذ سنابلهِ الأولى
امرأةٌ لا تلمسها النار
في حجّة شاعرنا
وترٌ لا قيثار
يحتدُّ إذا الغيمة عادت سالبةً
ويجازيها إذ يخلع عنها الأمطار
شاعرنا معتدٌّ بحصافتهِ
لكن لَم يسطعْ
أن يجعل عتمتهُ في الحبر نهار
-15-
يُطرِفُ عيناً
ويحاول أن يسحبَ أشياء الشاعر
في وَلَهِ
لا يتذوّق سرَّ الشعر العربي
ولا سرَّ ولوج الناي إلى شبهي!
-16-
ما بين الشاعر والناقد
خطٌّ مرسومٌ بالإبهام
إن كان الشرط يداعب فطنتهُ
لوجود القارىء
فالصابىء
من يحجبُ ضوء الشعر
ويغفو
ثمّ ينام!
-17-
علّمني جدّي
قبل رحيلي
أن أكتب فوق الحائط سطرين
أمي
زوّجها
لأبي
عمّي
لأبي
وأبي أنجبني كالسيف بحدّين
-18-
لا بأس عليّ اليوم
فأنا مذ صهرتْ عيني
تبر النوم
أصبحتُ أميرَ القوم
0 Comments: