وأنسب أمي لآخر أشجارها

-1-

شجرُ المنزل هيَّأهُ

وأقام الدُّ … نيا

حجَّلهُ بالشّعرِ 

وعلَّقَ أجراسَ الرغبة 

 

سعةُ الأرض صراطٌ

يمشي كالبرق عليه

تهتزُّ جبالٌ خلف أثير الوجدِ

وتمنحُهُ الصحبة

قال : نباتُ السوسِ يشاغل مِحراثَ البور

 

ويدفعُ بالثمر المرِّ الرُّكبةْ

 

عاد وفي جبّتهِ

دولابُ الكلماتِ

ومرأى أيام الغربة

هذا أبي

منذ تناهلَ مرآة الموتى

علَّقَ سِفْرَ الريحِ

وقوَّم جيرانَ التربة

-2-

الليلة عاتبني وأمرْ

أن أسلك نهر القوة في معناه

حين شربتُ الخوف من المرآةْ

كسّرني

حتى كدتُ أرى روحي

وأمرْ

أن أثقبَ عين الريحْ

لكن حين مددتُ يدي

لَم ألمس ثوبَ غدي!

-3-

الخليقةُ تسعى إليك

وتسعى إلى جرّة الماء

أين الذي فيك أغرى الندى بالورود؟

الخليقةُ تسعى إليك

وتسعى أفانينُ قلبٍ

تجلّى على نجمةٍ في وريدي

الخليقة تسعى إليك

فهرّبْ سنابلك الذاويات إلى الجبِّ

هرّبْ مدى ما وصلتَ " أفانين قلبٍ"

وهرّبْ سياج الحدودِ

مرّةً والبياض المنبّأُ بالعجز

ضحى بنفسجهُ

لَم يلِ البحرَ شيئاً

على جبلٍ في المساء البعيد

مرّةً والبياضُ المعنّى بليلٍ

وضبحا المصابيح عودي

جرّني من وريدي

ينابيع موجٍ تعاطتْ كريّات دم الوريد

فخذها إذنْ

إنّ سبع المثاني شهودي!

-4-

عينٌ تتهجّى الشبّاك

يندلق السكّان بها

عينٌ لجباةٍ كانوا يندلقون كثيراً

من جبّة هذا الحالْ

عينٌ لا تمنع عني الخوفَ

ولا شجراً مَهزومْ

عينٌ مفردة في الشبّاك

عينٌ، وأنا أتزوّدُ بالظلّ

المشؤوم

أمنح بعضك بعضي

ثمة عصفورٌ مأزوم

جاء صباحا من جبّة هذا الحال

قلت لهُ: لن أدخل في اللعبة وحدي

وكذلك في المعنى

ثمة إمرأةٌ حبلى

لا يلمع في عينيها القوسْ

خاطتْ حجرتها بقميصي

ودنتْ من قَدَرٍ محتوم

وأنا أشهد وجه اللعبة

لا أشهد وجه البوم!!

(5)

فطنةٌ للسياج

فطنةٌ لقصيدةِ مَرْمَرْ

فطنةٌ للغزال

فطنةٌ باتجاه الكماةِ   

فطنةٌ للخروج على السُّور

فطنةٌ للمرايا

كنتُ علَّقتها مثلَ خيط السماء

فطنةٌ للبيوتِ التي

سرَّبتْ حصّةً من ردائي

فطنةٌ حين يأتي الأمامُ

ويبقى ورائي

فطنةٌ في جنوني

وخبَّأتها في قميص النساء

فطنتي لا تُرائي