خاتمة الكتاب

 

خاتمة الكتاب

 
   لم تكن الإشارة هي منطلقي الوحيد في هذه القراءات ، رغم أنها كانت المسيطرة ، والمؤثرة في كلّ جوانبه ، إذ أن ثمة مُدخلات كانت تتواشج مع الإشارة ، كالحقل الدلالي ، واللغة ، والمفردات ، وحالات الصراع التي تعطي النصّ حيويته ، ولكن كلّ هذا جاء في سياق البحث عن شرارة النصّ ، وانشغالاته
  
   إن الإشارة بمفهومها الأدبي ، والذي استنتجها البحث والتقصي والمتابعة الحيثية لكلّ منتجاتها ، كانت تتصل بالشرارة من جانب العملية التلازمية والتوافقية التي تنتج عنها بنية النصّ ، لهذا استندت القراءات في مجمل الدواوين الشعرية على جزئيات ترفد الحقل الإشاري بأبعاده النصية ، وفق ما تقتضيه المتخيّلات ، وحسب ما تعبره التجربة من سياقات ذات تفرعات ذهنية حيناً وتأويليّة حيناً آخر
 
   وإذا كانت القراءات قد باعدت فيما نرى بين أهدافها ، إلا أنها كانت تعوّض ذلك بالركون إلى تلك المحفّزات النصيّة التي لم تهدأ الإشارة بملاحقتها ، حيث كانت تتوسّط العمل الشعري في كلّ محطاته ، وهي بذلك كانت القوة الضاغطة على مجمل العناصر
 
   كما أن القراءات فتحت باباً جوفياً للنظر بأهمية الصراعات التي تسبق استواء النصّ على عوده ، وكيف يترك كلّ عنصر جغرافيته الذاتية ، لغايات اللحاق بالمرتبة العليا التي تبرز في منتهى العمل الشعري ، في حين أن هذا العنصر أو ذاك ، لا يحتاج سوى فعل إشاري ، يحدد له المسار
 
   وفي سياق هذا الفعل الإشاري ، لاحظنا أهمية أن تكون اللغة ، لغة برمائية ، لا تعيقها الحصى ، بل ترفدها بالجوانب المتحركة في حيوات النصّ ، النصّ الأثيري ، الذي يستمدّ منه المنحى التصويري الفضاء التلازمي والتوافقي ، حيث يمنح المنحى التصويري اللغة جانباً من الحضور الذهني في الحقل الإشاري ، فيما يمنح الحراك الجوفي طاقته التوافقية مع هذا الحضور
 
  وإذا كان للمعنى الإشاري حضوره الطاغي في كلّ ما أنتجه الشاعر محمد مقدادي ، فإن مآل ذلك عائد لذلك الكمّ الهائل من الرؤى التي تنفتح على الذاكرة الشعرية ، بدءاً من شرارتها المعلّقة على البناء السردي ، وانتهاءً بتلك الديناميكية المنفتحة على المرونة التي يتعامل بها في تقليص الفارق بين ما هو واقعي وما هو متخيّل
 
   كلّ هذا لا تقوله الذات الشاعرة ، ولا النصّ ، بل حمية الصراع الذي يقوم في العملية الشعرية برمّتها  منذ أن تكون في منازل الذات ، وحتى انتشارها على الورق ، أو في ناي الراوي
 
     وكشف البحث عن البعد الإشاري الذي يسعى ، إلى تنمية السرد الشعري الذي يتجاوز المفردات ، سعياً وراء جعل القول الشعري ، قولاً بنائياً ، من خلال مراقبة الحركات الخلفية للغة ، والتي تحاول بدورها أن تؤسس طريقاً غامضاً ، ينساق خلف الأثر الأسمى الغامض ، والذي يتخفّى بدوره في دائرة هذه الحركات
 
   وإن كان من فعلٍ غامض في هذا المنحى ، فقد ظهّرت الإشارة وجهه الآخر المتسق مع الكوامن الممغنطة داخل الحقل الدلالي ، عبر الوسائل التي يعتمدها الفعل الإشاري لجعل الحركات الخفيّة ، حركات متصاعدة تتلمّس الفضاء المحرّك للفعل الشعري
 
    ومع استقصاء الحراك الجوفي ثبت للبحث ، أن الحقل الإشاري ، هو الذي يتحكم في المسار الدرامي  بلمحات يمكن أن تضمّ تفاصيل كثيرة ، كما رأينا ، ولكن بما يخدم النصّ ، كونه المجال المغناطيسي اللاقط لفعل هذه الإشارات ، وما يُبنى عليها من منحى تصويري
 
   أما المختارات فلا تعبر بالضرورة عن أهمّ ما كتب الشاعر ، ولكنني أردتُ منها مرايا المقارنة التي ربما تعكس للقارىء والدارس ، تلك التفاصيل التي توصّل إليها البحث ، أو تمدّ له جذور المعرفة الذوقية التي بُنيَ عليها البحث  
 
  بهذا أحسب أنني عالجتُ أمراً في غاية الأهمية ، يقوم عليه النصّ الشعري ، هو الإشارة ودوافعها في تحصين التفريغ والتفريع ، تفريغ المفردات من الثابت ، وتفريعها على قصبة المستجدات ، ليكون النصّ قادراً على الاكتفاء بذاته
 

الهوامش

 

1-  أوجاع في منتجع الهم  ط1 مطبعة الحرية 1982

2-  نفس المصدر

3-   نفس المصدر

4-   نفس المصدر

5-   نفس المصدر

6-   نفس المصدر

7-   نفس المصدر

8-   الإبحار في الزمن الصعب ط1 مطبعة الحرية 1984

9-   نفس المصدر

10-          نفس المصدر

11-          نفس المصدر

12-          نفس المصدر

13-          نفس المصدر

14-          نفس المصدر

15-         نفس المصدر

16-          حالات خاصة من دفتر العشق ط1 دار طبريا 1985

17-          نفس المصدر

18-          نفس المصدر

19-          نفس المصدر

20-          نفس المصدر

21-          نفس المصدر

22-          نفس المصدر

23-          أحلام القنديل الأزرق ط1 دار الكرمل88

24-          نفس المصدر

25-          نفس المصدر

26-          نفس المصدر

27-          نفس المصدر

28-          نفس المصدر

29-          نفس المصدر

30-          نفس المصدر

31-          نفس المصدر

32-          نفس المصدر

33-         حقول الليلك ط1 وزارة الثقافة95

34-          نفس المصدر

35-          نفس المصدر

36-          نفس المصدر

37-          نفس المصدر

38-          نفس المصدر

39-          نفس المصدر

40-          نفس المصدر

41-          نفس المصدر

42-         ذاكرة النهر ط1 المؤسسة العربية للنشر والتوزيع 2000

43-          نفس المصدر

44-          نفس المصدر

45-          نفس المصدر

46-          نفس المصدر

47-          نفس المصدر

48-          نفس المصدر

49-          نفس المصدر

50-         نفس المصدر

51-          نفس المصدر

52-          نفس المصدر

53-          نفس المصدر

54-          أحد … أحد ط1 المؤسسة العربية للنشر والتوزيع 2002

55-          نفس المصدر

56-          نفس المصدر

57-          نفس المصدر

58-          تفس المصدر

59-          نفس المصدر

60-          نفس المصدر

61-          نفس المصدر

62-          طواف الجهات ط1 مجدلاوي للنشر والتوزيع 2002

63-          نفس المصدر

64-          نفس المصدر

65-          نفس المصدر

66-          نفس المصدر

67-          نفس المصدر

68-          نفس المصدر

69-          نفس المصدر

70-          نفس المصدر

71-          على أيّ حال أحبك ط1 المؤسسة العربية للنشر والتوزيع 2004

72-          نفس المصدر

73-          نفس المصدر

74-          نفس المصدر

75-          نفس المصدر

76-          نفس المصدر

77-          نفس المصدر

78-         على وشك الحكمة ط1 المؤسسة العربية للنشر والتوزيع ‏2005‏

79-          نفس المصدر

80-          نفس المصدر

81-          نفس المصدر

82-          نفس المصدر

83-         نفس المصدر

84-          نفس المصدر

85-          نفس المصدر

86-          نفس المصدر

87-          نفس المصدر

88-          نفس المصدر

89-          نفس المصدر

90-          نفس المصدر

91-          نفس المصدر

92-          طقوس الغياب ط1 رابطة الكتاب الأردنيين 2006

93-          نفس المصدر

94-          نفس المصدر

95-          نفس المصدر

96-          نفس المصدر

97-          نفس المصدر

98-          نفس المصدر

99-          نفس المصدر

100-     نفس المصدر


إرسال تعليق

حقوق النشر © موقع أحمد الخطيب جميع الحقوق محفوظة
x