ما أعطشتهُ ليرى

         

صمتٌ نهارُ السبتِ

أسبابٌ لأقرأ خفيةً روحي

ومدًى تعلَّقَ بالذهابِ إلى الحواري

قطُّ ما أعطشتُهُ ليرى

صمتٌ لأنقرَ بطنَ هذا الواسع الرعويّ

أو أمشي إلى حبرٍ جرى

 

وحَجَزتُ إيقاعًا يليقُ بها

ومِشطًا للنساءِ

دعوتُ أصحابَ الدكاكينِ القريبةِ مِنْ رصيفي

أنْ أزيلوا حجّة الغلمانِ

عن توليفةِ الرعي الأخيرِ

على بساطِ اللانقاء

وفتّشوا معنايَ عني

كي أرى

 

وشربتُ

هل وحدي شربتُ غمامتينِ

ولَمْ أضارعْ في الفراغِ دوائرَ المعنى

ولا بستانَ جيراني الذين تخطَّفتْهم

سروةُ الممشى إلى مقهى الفراغِ

كأنَّني إذ صغتُ أوراقي وأحباري

ملأتُ الأصغَرينِ كتابةً

بكنايةٍ مصقولةِ الإيقاعِ

بعد تعثُّرِ الأمراضِ في صدرِ اللحاءِ

على جذوع النخل    

يا مأمورُ لا تغلقْ حجابَكَ

كلّ ما في الأمرِ

إنَّ السبتَ أصفر

والنبيذ إذا تعتَّقَ خفَّ عن شيءٍ يرى

في الليل نصفَ القهقرى

وأضعتُ نصفَ العمرِ

نصفَ البيتِ

نصفَ سلالتي

وأنا أضيفُ إلى القصيدةِ

ما تفتَّقَ منْ عُرى

 

هل حصحصَ الحقُّ الذي في القلبِ

مجرى دورة الأنهارِ

توليفُ النجوم على هداها

والصعودُ إلى يدي؟

هل حصحصَ القلبُ الذي أضحى على مرمى يدي؟

والشِّعرُ ينفثُ في عروقي: ليس لي

مِنْ بادئ الأحلامِ زاويةً، لأنشطَ

أو حجابًا

لَمْ يكنْ وِرْدي مساحة رقصتينِ

على تجعُّدِ طينة الإنسانِ

ها أثري مبينٌ في تلمُّس ماء كأسي

حين يضجرُ أرجوانُ البيتِ

مِنْ هذا الثرى

صُوَرٌ تجيءُ مع الحياةِ

حجامةٌ في الرأسِ 

أقطعُ خَلْوةً حمراء، تغريني فتاةٌ في الثلاثينِ

استقامتْ في الطريقِ

رأيتُ طاووسَ البهاءِ

فقلتُ للنسق الفريدِ: أصيرُ ريشًا

ثمّ أخبرُ كلَّ أنثى غرَّها الإيقاعُ

تعكفُ بالصلاةِ على أعالي شجرة التفّاحِ

ها قلبي سجينُ الطائراتِ

فوسوسي للنبضِ بالطيرانِ

وانتبهي لزهو القوسِ في ليل القِرى

وأتيتُ قاموسَ الملاحمِ كلِّها

حصرًا على لغتي

وأجريتُ الحصى في البحر

حتى يستوي الأجنادُ في وادي الحروبِ

ولَمْ أجدْ مِنْ طلَّةِ البنتِ الصغيرةِ

غيرَ ما أرمي إليهِ

وجدتُهُ في كأس كمثرى

تَحرَّرَ مِنْ جوارير الكرى

ووجدتُ في حقل القصيدةِ صاحبي

قبلي يؤثِّثها

ويفرش عند طلَّتِها بساطًا فاقعَ اللمعانِ

تجتمعُ القبائلُ كلُّها

والنايُ

والشجرُ الذي أضحى بياتًا للطيورِ

فقلتُ: أمشي

إذ أنا أعطشتُهُ ليلًا

إلى حبرٍ جرى

إرسال تعليق

حقوق النشر © موقع أحمد الخطيب جميع الحقوق محفوظة
x