وردة شوكية الإيقاع

 


هل كنتَ تكْسِبُ جولةً في الحربِ

إذْ تعدو إلى وطنٍ قريبٍ

لا يبلِّلُ بالخريفِ رداءكْ؟

هل كنت تركضُ

أم تعيقُ القصفَ عن لغة النهار

وخلْفكَ البيتُ الذي ينأى عن الصبيانِ

تحتَ القصفِ

أمْ أنَّ المدى نُتُفٌ مِنَ المنفى

وراءكْ؟

 

عينان تصطخبانِ في المنفى

وأوّلُ حالةٍ للبعثِ موتٌ غامضٌ في الدربِ

لا وطنٌ سيبكي يا أخي يومًا عليك

إذا خسرتَ

وكان يمشي للحروبِ

لكي يضيءَ بقاءكْ

 

أوْلى لهذا الحبِّ

أنْ يستثمرَ القصفَ الذي أعلى الجبالِ

يجيءُ يحملُ كلَّ شيءٍ

ثمّ يهوي خاطفًا مِنْ أبجديتهِ هواءكْ

يُغنيكَ أنْ ترعى سياق الحربِ

أو تمشي لتخلعَ في الطريقِ

حذاءكْ

 

لا شيءَ أكثر

مِنْ عواءٍ صارخٍ في الحيّ

كالصَّبار يستهدي طبولَ النائمينَ

ولا يدٌ عُليا لتمنحكَ التحفُّزَ للبقاءِ

إذا نسيتَ الله

أو خنتَ سماءكْ

هل كنتَ سيَّارًا إلى بيتٍ خفيضٍ مُبهَمٍ

يخطو إليكَ بلا حقائبَ

منذ أنْ خربشتَ صورتَكَ التي

لَمْ تكتسبْ لونًا إضافيًا

فضاءً تحتَ قافية التواقيع التي جلبَتكَ

مِنْ بيت المنافي

ثمّ علّقتَ الحريرَ على ستائر بيتكَ الخاوي

فخضتَ الصمتَ

فاعترضتْ طريقَكَ صخرةٌ

فهتفتَ يا سيزيفُ: هل إشراقة الرؤيا

خلودُ الحربِ في ماءٍ

يُعاقرُ نبتةَ الأرض التي نحَلَتْكَ

عن معنى الصعودِ ولَمْ

تجدْ فيها عزاءكْ؟

 

في الحربِ ثمّةَ وردةٌ شوكيةُ الإيقاع

ترسمُ في الخريفِ فناءكْ


إرسال تعليق

حقوق النشر © موقع أحمد الخطيب جميع الحقوق محفوظة
x