ليس انتهاكًا لعُرف القصيدة


لا أريدُ انتهاكًا

لكلِّ قوانينِ هذي الطبيعةِ

أو فَرْزَها

مثلَ ما يتكهَّنُ هذا الولدْ

لا أريدُ انضباطَ المعاني وإشراقها

في تصحُّرِ هذي النهاياتِ

أو كنْزَها في غيوم المددْ

لا أريدُ عن السنديانِ انعتاقًا بعيدًا

ولكنَّ روحي تشبَّثَ فيها دمٌ نابضٌ

في عروق الجسدْ

فانبشوا بئرَ هذي البلادِ

جيوبَ السماءِ

ودربَ اللجوءِ إلى الحيِّ

حول البيوتِ

إذا ما أخلَّ بأشراطها صاحبٌ

أو غزالٌ، مِنَ الفخِّ في ليلةٍ،

صافحَ الخوفَ،

ثمَّ ابتعدْ

 

كان لي أنْ أضارعَ نفْسَ الشروطِ

وأنْ أحتفي بالسؤالِ     

إلى أيِّ وادٍ عميقٍ يجرُّ الصدى

رملَ هذا الغيابِ

إذا الشمسُ حجَّتْ صباحًا

إلى ضلع سيدةٍ في متونِ الأحدْ؟

أو توارتْ عن الأغنياتِ الذبيحةِ

حتّى إذا أوغلَ الوعيُ

في صورةِ المُعدمينَ على الجسرِ،

قام إلى البحرِ ينشُدُ صلصالَهُ

مثل صقرٍ يمرُّ أمام النساء إلى واحةٍ

لا جناحَ لها

غير هَدْي الوصايا التي

قد تغادرُ وجهَ الخريفِ

وأصقاع هذا الزَّبدْ

ليس هذا انتهاكًا لِعُرْفِ القصيدةِ

يغدو إلى ساحلٍ مثقلٍ بالحنينِ

ويفرضُ عصيانَهُ في الممرِّ القريب

إذا ما تكهَّنَ هذا الولدْ

 

في القصيدةِ

ما يُقلِقُ البحرَ حول القُرى

لو هيَ زافتْ عن الوعي

أو زارها حارسٌ

كان يبصرُ خلف الحدودِ

بمنظار أمّي

وعاد ليكسرَ شيئًا تصلَّبَ في جفنهِ

زنزلَخْتُ الأبدْ

 

لا أريدُ انتهاكًا لهذي القوانينِ

لكنني قد أعيدُ الحساباتِ

والأمنياتِ التي تتجلّى

إذا ما فَزَعْنا

وأرْبَكَنا صِفْرُ هذي الغيومِ

وصورتُهُ في ينابيع هذا البلدْ

لا أريدُ لذلكَ شيئًا منَ النهاوندِ الحزينِ

ولكنني قد أبوحُ بروحي

إذا ما انكَسَرنا على ضفَّتي الحياةِ

ومَقْتَلِها تحت نار الحروبِ

إذا ما تفتَّقَ حبلُ الكتابةِ

عن صورةٍ يا بلدْ!!

لا أريدُ كذلكَ نسخَ التعاليمِ

أو نسفَها فوق جسر الغروبِ

كما قد تكهَّنَ هذا الولدْ

إرسال تعليق

حقوق النشر © موقع أحمد الخطيب جميع الحقوق محفوظة
x