مضارعة الزحام


عَبَسَ
وقرَّ على حياكةِ ثوبهِ
وهفا إلى بيتٍ أخيرٍ في المنامْ
هوَ نفْسُهُ ترضى عليهِ الريحُ
واللغةُ المُحسّنةُ
البهاءُ
جلالُ امرأةٍ تعيشُ الليلَ
تأخذ من يد الرؤيا مداها
وهوَ المديحُ إذا تأخّرَ في الضحى
وسعى إلى أيقونةِ الحبلى
يُطاردُ في السهول
صدى الكلامْ
عَبَسَ
وقرَّ
وعاد للرؤيا
ولَمْ يمددْ إلى الإيقاعِ أوتارَ الغمامْ
لكنّهُ فَرَطَ الزمانَ
ليستريحَ من الزحامْ

لا نهرَ في الذكرى أمام يديهِ
أو مدنٌ تضجُّ
ولا فضاءٌ سابحٌ في آخر المنفى
ولا علمٌ يرفرفُ
أو يدٌ طولى تخاتلُ حبّة الليمونِ
في قاع المدينةْ


هيَ هكذا الأشياءُ في المعنى
تعودُ إلى الجذورِ
لتحرسَ المعنى
وتفتحَ للشهيّةِ
وقْعَ أفراسٍ حزينةْ

هيَ هكذا الرؤيا
يسيرُ إلى حدوسِ الليلِ
يُشْهِرُ جسمَهُ العطشانَ للأنثى
فيهجعُ قربَ تلٍّ فائضٍ عن عشبهِ
ويعود مبتسماً أخيراً
كي ينامْ!

عَبَسَ الندى
فتهيّئي لو أنسنتْهُ الأرضُ
يقبضُ بالضرورةِ طينهُ
ويمرُّ روحاً
لا بريدَ لظلّهِ
أو شارعاً يحتاجُهُ
ليقيسَ بين الريح
والجهةِ الحرامْ

الأرضُ أوّلَها بأمتارٍ مغطّاةٍ
بسلسلةِ الحزامْ
والآنَ
بعدَ رحيلهِ عن نخلة المعنى
تعلّلَ باللجوءِ إلى مضارعةِ الزحامْ
والآنَ نامْ!


إرسال تعليق

حقوق النشر © موقع أحمد الخطيب جميع الحقوق محفوظة
x