منازل للأخطاء الأولى



1-   تأويل الحلم



شبحٌ في النومِ يضارعُ أرصفةً
ويغازلُ جدران الحارةْ
والكلّ نيامْ

دُوّارُ الساعةِ في بلدي تسرِقُهُ الغارةْ
ونواحُ امرأةٍ ترسمُ في كشك الزرعيني* يدها
تستجدي غربتها
وتفرُّ كلَوْنٍ رقّصهُ الرّسامُ
على لوحة أوهامْ

والنّاسُ يعافونَ البحرَ، دُوارَ البحرِ
وينتبهونَ إلى يدها....هلْ كانتْ
إربدُ في تأويلِ الحلمِ منازلَ
للأخطاءِ الأولى
وهيَ تضارعُ هبّتنا منْ لغةِ الأيام
إلى لغةِ الأرقام؟!!


2-   لعب أعمى



عفوا تداركني المدى يوماً
فصرتُ اثنينِ في معنى
لهُ قصرٌ على جبلٍ
وشكلٌ لا حدودَ لهُ

عفواً
وألبَسني غيوم السفح
تخفضُ لي جناحينِ
ولا مثنى هنا أبداً
أنا ظلي
ومبدأُ هذه الأفلاكِ ممحاةٌ
تطيحُ بما وراءَ يقينها الأعمى
فهل تخشى مزاولة الخروج إلى الحديقةِ
لابساً خوفَ الخريفِ
وسيرتي الأسمى؟!

كما يُرمى الفتى بالماءِ
أرمي الشعرَ بالحُمّى!!

وأدفع باتجاهِ يقينهِ شكّي
لأحمل ما أنِستُ من الرصيفِ
كأنني لا ظنّ لي
غير اختصارِ اللعبِ
في المرمى!


3-   أمام نُصْب الحياة



لست أدركُ أيَّ إمرأةٍ على نهري
ستهبطُ من سماواتٍ خفيفةْ

لستُ عرّافاً
لأقرأ صحنها الفضيَّ
أو أمشي إلى جهةٍ لطيفةْ

هُوَ صاحبي
ويدي التي اعتادتْ تطالُ الغيمَ
من أرضِ السقيفةْ

لستُ أدرك أيّ مرآةٍ شفيفةْ
سوف تفصلني عن المعنى
إذا انخفض السؤالُ عن الكتابةِ
والكتابةُ عن زواجِ النرجسِ العربي
للمعنى
تقادُمُهُ
وللرؤيا حصانٌ دائمُ الجريانِ
آفاقٌ
ومبنى سوف يفصلني عن النهر الغريبِ
أمام نُصْبِ الريح
وهوَ يجبُّ ما لقمتْهُ منْ
دنيا مخيفةْ!

ليس في المعنى هنا قَبْضٌ
وإيقاعٌ
وشيءٌ لستُ أدركُ أنني
بعد انتباه الصوتِ للمعنى
أحاولُ أنْ أضيفهْ!


4-   الغريب إليّ غريبٌ عليّ



الغريب الذي سوسنَ الماءَ
في بئره الراكدةْ
الغريبُ القصيرُ الطويلُ الذي
زحزح الصخرَ عن ربوةٍ شاهدةْ
حنَّ لي
واستدار إلى بحرهِ
مُستعيذاً من الحالةِ الصاعدةْ

تصعدُ القبّراتُ إلى جنّةٍ في الأعالي
فأصعدُ
حتّى إذا قضَّ قلبي الألَمْ
صرَّتِ القبّراتُ على عشبها

الغريبُ الذي من عدمْ
لَمْ يكد يرتوي من غيوم تطيرُ على مَهلها
فوق سفحي
لهذا تأخّر عن مُغرياتِ الحديث الأخير
الذي صادرَ النّاسَ عن جبّةِ الرؤيةِ الواحدةْ!!

الغريبُ الذي عادَ من ربوةٍ ساجدةْ
نحو ظلي
راح يفردُ لي سطرَهُ
والغريبُ الذي لَمْ يعدْ منْ لغاتِ الهوى
كان يعلو إلى شمسهِ الواحدةْ!

الغريبُ المُقيمُ على أثر واضحٍ غير آسنْ
الغريبُ الرقيبُ المُسمّى حبيبي
الحبيبُ الشهيُّ الذي وزّع الأغنيات على وترٍ
ثمّ لَمْ يستردّ دمي من ذنوبي
هوَ الآنَ يُغري حياتي
حياة دم الكائناتِ

إذنْ سوف أفتحُ بابينِ للحلمِ
بابَ يدي
وحروبي

هكذا
الغريبُ إليَّ غريبٌ عليّ
وأغربُ منهُ الذي كان مثلي
يطاردُ أيامَهُ الجاحدةْ!!


5-   رهان مطير



يغضب الشعرُ منّي
ولوْ دَرَسوا مثل خيل القدامى
عقال بعيرْ
فاغضبي
هل يلوذُ الصدى بالجرارِ العتيقةِ مثلي
إذا مسّ شُرشَ الخفاء الضريرْ؟
واغضبي
إنّهُ الفصلُ بيني_ وينبئ خيلي_
وبينكِ هذا الخطاب المريرْ
فانهضي من دِراسةِ شكل اللقاء الأخيرْ
كيْ يبوءَ بإثم المواليدِ قسراً
وإثمِ الذين أصرّوا على فتحِ باب الأميرْ
صراطانِ عند الحياةِ
يضخّانِ هذا المدادِ
السّقوط
العبور كبرقٍ أثيرْ
وبابانِ للشّكِ في كلّ شيءٍ
هنا
وهناكَ
وتحت الذي لا يرانا
وفوقَ الغيومِ رهانٌ مطيرْ
فما كنتُ أوجسُ من خُلّبِ الأرضِ
لكنْ فرطتُ يدي غيبةً للحلولِ
وعدتُ
وما في رهاني دمٌ
لا يطيرْ

يغضبُ الشعرُ منّي
إذا ما تصالح حبري
ولَمْ تغضبي منْ شرودي إلى الصمتِ حيّاً
ولكنْ تعالي
لكي نفصل الآنَ بالحقّ
بين البشارة  في معرض الأرضِ
والانتباه إلى سورة الشعرِ
في فرنِ هذا الخيالِ الحريرْ

6- لا أستطيع




لا أستطيع 
وصفَ قنبلةٍ في يد الشرطي
لأنها تكون قد أدّتْ دورَها بالتهامي
كذلك لا استطيع 
وصف حيْرة الشرطي
لأنها تكون قد بدَّلتْ قلباً 
لتعرية الحمامِ
فقط ما استطيع وصفهُ الآن
ثورةَ الناسِ
الناسِ البسطاء
والعائدين من الخوفِ
وذاكرة الشرطي
الشرطي الذي ماتَ بطلقةٍ من الخلف
لَمّا رأى يدي
تصافحهُ مثل ريش الغمام


إرسال تعليق

حقوق النشر © موقع أحمد الخطيب جميع الحقوق محفوظة
x