من واقع ما أنِستْهُ الرؤيا



      -1-
ابتدئ الآنَ كلامي بالفصحى
وأفصِّحُ قولَ عجوزٍ نثرتهُ أمامَ أنيني
يَبُسَ اللونُ بأغلفة الديوانِ
فصغتُ الجملةَ
شكٌّ
وعلامةُ رفع الشكِّ يقيني
وأفصّحُ قولَ عجوزٍ
نثرتْ عن شفتيها لغةً
واصطادتْ باللغة المنسيّةِ إيقاعَ ظنوني
فدخلتُ إلى حجرتها مَجروراً
وأجرُّ على طرقاتِ المنفى
ما أنسانيه الطائرُ من ريش حنيني
الرفعُ غداً أمرٌ
والنصبُ غداً خمرٌ
والجرُّ مفاتحُ بعضِ دلالتنا
في تكرار المعنى
إذ يخرمُ ما لا يُخرمُ
من واقعِ ما أنستهُ الرؤيا
من ضوء عيوني

      -2-
نصفي مشغولٌ بالصَّبّار
وحبيبي يبكي، وينامُ
ويبكي، ويصلّي
ويُؤلِّفُ غاباتٍ من أشعار
القصّةُ من أوّلها
ولآخرِ جرحٍ يغلي
ماتَ حبيبي كالأشجار

      -3-
وأقولُ أتيتُكَ من شَبَقِ الوردةِ
فافتحْ لي ما كان قديماً مسموحا
الحكمةُ جمّلها الذئبُ
وكنتَ وحيداً مذبوحا
هل وحدَكَ من يُدخِلُ غيمَ السجنِ
إلى الراعي؟
لينامَ طليقَ غوايتِهِ
أو يمشي في الأرضِ مسيحا!!

      -4-
كَفَني تُخيِّطُهُ الأراملُ
من خشاشِ الأرضِ
تطويهِ على أمرٍ
وأمرٍ قدْ قُدِرْ
والحارةُ العطشى لعرسٍ قادمٍ
تعشى على أحزانها
في كلِّ أمرٍ مستترْ
يا ريحُ هل من حامضٍ
في العينِ
أدْهى
وأَمرّْ؟

      -5-
النصُّ مُتّفَقٌ عليهْ
الشمسُ في كلماتهِ كُشِفَتْ عليكَ
وقيلَ مُتّفقٌ عليهْ
والرمزُ أبلغُ ما يكونُ
إذا نَصَبْتَ لهُ الشِّراكَ
وقيلَ مُتّفقٌ عليهْ
والظلُّ إنْ حرّكتَهُ في الليلِ
شكّلَ ناسَهُ
دلّى بكأسِ رموشِهِ الأخرى
وقيلَ لهُ الربابةُ
إنْ بكى حُرّاً
ومَهما غُمّتِ الأحداثُ متفقٌ عليهْ
وأنا قرأتُ المتنَ
أخّرتُ السَّندْ
إذ لا أرى أحداً هنا
ينساقُ خلفَ عروشِهِ يوماً
وقيلَ مُتّفقٌ عليهْ

      -6-
في النصِّ السابقِ
لَمْ يُذكر اسمُ الوسواس الخنّاس
فالناس على عهدةِ صاحبنا
مرّوا في كأسٍ واحدةٍ
قلتُ: ولا بأسَ يعودُ إلى فطرتهِ صاحبنا
إنسيّاً يقرأُ فاتحة الإيناس
يأنسُ بالرحمةِ
من ربِّ الناس


إرسال تعليق

حقوق النشر © موقع أحمد الخطيب جميع الحقوق محفوظة
x