وتعود الحكمة للبئر



1-- هواء رعوي



وضعوا جسداً قُدّامَ الخياطِ
ولَمْ ينتبهوا لحرير أصابع أمّي
فكَّ الخيّاطُ الزرَّ الأيمنَ
واستأنسَ بالشريان التاجي
وضعوا ما لا يوضعُ من لحمٍ
في الدُّرْجِ الأيسرِ
واستغنوا عن زرِّ قميصي
ولهذا أشعلتُ القنديلَ الأزرقَ 
في الليلِ
وقُدتُ عمايَ
وقلتُ لأمي: ابنُكِ هذا الجنّيُّ
القادمُ من أسرار الرحلةِ
لَمْ يتعدَّ اللثغَةَ في الكهفِ
فخلّ الخيط على إبرةِ هذا البرج العاجي
وتعاليْ نسقيهِ الكوثرَ
والصَّبرَ
ولا نأخذْهُ بفعلة فاعلْ
وتعاليْ نأخذْ من شريان القلبِ
هواءً رعويّاً 
ونقاتلْ


2- ليل عربي



من هذا الجالسُ قربي
ويؤثّثُ بيتي
وينامُ بعيداً في قلبي؟
من قرّبَهُ الليلةَ من أحلامي
وأعادَ خطايَ إلى فُرنِ محبّتهِ؟
من وسّدهُ الماءَ ليحيا 
مؤتزِراً جملتَهُ
وأنا أغسلُ ما رانَ على ثوبي؟
من علّمَهُ النرد صباحاً
وأعاد الغيمَ إلى دربي؟
من قبّلَهُ فوق الخدِّ ضُحى
ودحا شجر السّروِ
على إيقاع الليلِ العربي!


3- شيخ



خشبٌ بلوطيٌّ
يتوسّطُ حافلةَ الموتى
والموتى يتوسّطهمْ ولدُ
الجاهةُ في بيت العرسْ
شجرٌ يتطاولُ في قامتهِ
وزرافات تختبئ من الفوضى
وِلْدانٌ في قعر الفنجانِ
وشمسٌ واحدةٌ تتقِدُ
والهالةُ في تكرار القهوةِ
قالَ الشيخُ:
تعودُ الحكمةُ للبئرِ
وللبئر يعود الجسدُ



إرسال تعليق

حقوق النشر © موقع أحمد الخطيب جميع الحقوق محفوظة
x