رأيتُ حضورَها الوافي


(1)
رأيتُ حضورَها الوافي
قميصاً في تدرُّجهِ
ومرآةً
وبعضَ رجا
ولوحاً خِيطَ من نسيانِ ذاكرةٍ
وشيئاً لا يرى حرجا
رأيتُ الحِجْرَ محفوراً
ومحتاجاً
ومطروحاً على جبلٍ
_ ولا مرعى لقافيةٍ _
 وأشياءً تضجُّ كأنّها تسعى
إلى جبلٍ من الفوضى
وألف قصيدةٍ تختاطُ سيرتها
ولا أحتاجُ إيقاعاً
ولا مرمى
ولا رسماً لفضةِ حيّنا
في نومهِ درجا

(2)
لم أجدْ على ريش قلبي
يدينِ منَ العنبِ المُشتهى
لم أجدْ لعبةً في جواري
ولكنها ركضتْ باتجاهي
وألقتْ على شالها ساحلاً من هموم الجوارِ
فأورقَ عُشبي
وقال إذا نبسَ الطينُ من رغوةٍ
وانتحى عن يدينِ من العنب المُشتهى
قل لها
كان لي مثل هذا الجوارِ
وبعضُ نُهى!!

(3)
ها أنتَ تغسلُ آخر الأيامِ
متّجهاً إلى طيني القديمِ
ولا مردَّ لغصةِ الذكرى
فدعِ عنكَ المرايا // صورةَ الماضي
ولا تقفزْ إلى الأحراشْ

الماءُ أسورةُ الخيالِ
إذا جثا في بركةٍ تصطادُ غيمتها
وترحلُ باتجاهِ سرابها فجراً
وتنحتُ أوّلَ الغرقى
وتبقيني إلى لغةِ القماشْ


هل أنتَ
أم نحنُ الذين تجمّعوا
في لحظةٍ لقراءةِ الفوضى
وملّوا حين أزعجهم حوارُ الناسِ
فاغتسلوا بماءِ الاندهاشْ؟!
هي صورةٌ أولى لهذا الفتحِ
فارشقْ نزوة التاريخِ
كي تمشي إلى المرضى
وتُفرِجَ عن منازلنا القديمةِ
إذ يمرُّ القوسُ من رئة الفراش

(4)
غيمٌ
وثوب الماءِ يرشقُ حجّتي
في آخر المعنى
لتبتهلَ العصافيرُ
التقينا، قالَ لا
فأصبتُ من وجعٍ طريق السنديانِ
وكان لي وجعٌ
فقلتُ: أبي مرَّ الحديثُ
كلوحةٍ خسرتْ من الألوانِ شيئاً وافرا
الشعرُ حذّرني من الألغامِ
قلتُ أمرُّ مُستعراً
وأرجِعُ نحو مفتتح القصيدةِ شاعرا
لأعيرَ أطفالي صلاتي
ثمّ أنفخُ في مهاد الفتحِ أشجاراً
وأفضي نحو هزهزة الغناءِ
لأنتشي فجراً.../
وخلتُكَ ساحرا

(5)
بيتٌ
وعازفةٌ
ومعنى أن تكونَ الآنَ أوّلنا
تحثُّ مرارة الأشياء
كي ترعى يديك
بيتٌ، وساحاتٍ لألعابي
وقبعةُ الحرير تنامُ مثل مرارتي وجعاً عليكْ
فِلِمَ التقطّتَ غبارَ أيامي
وجئتَ تحاورُ الأسماءَ
كي ألجَ الحقيقةَ كلّها
وترى النّساءَ كما أراها
فرصةً للريح تعزفُني لديكْ

(6)
وأمنحُ ذاتي
دخولَ قُرًى منْ غيومٍ
لأربحَ سهمَ التحوّلِ
حتى حدود النعاسِ الأخيرِ
...إذنْ
ها هنا يَسْعُلُ المرءُ نحو البداياتِ
يحتاجُ أنْ يتزيّا
ويحتاجُ بعد النهاياتِ كَيّا
ليخرجَ عن سابحاتِ الغبارِ
على الأرضِ، أو نادهاتِ المرايا

(7)
وكلتا يديهِ على باب قلبي
أخلّتْ بأعراسها
...، كانَ وردُ الحديقةِ يذبُلُ
حتى لبِستُ الأصابعَ
ثم اختلقتُ لريحي
هبوبا غريبا


إرسال تعليق

حقوق النشر © موقع أحمد الخطيب جميع الحقوق محفوظة
x