صدى مرتجل



السؤالُ الذي دوّخَ الصّقرَ في وكْرِهِ
أينْ نام الصّدى
والغبارُ الملولُ؟!
السؤالُ الذي دوّخَ الصّقرَ في وكْرِهِ
واحدٌ
ومخيفُ!!
والمراعي التي زُرتُها
كُنتُها
مثلَ ما كان لي أنْ أكونَ
وقد برأتني الفصولُ
فاحذري
ليس يأبى الكلامَ خليلٌ
وليس لهُ أن يمانعَ
لو مرَّ فجراً خليلُ
واحدٌ
يا أنايَ
أنا زوّجتني يدايَ من الشعرِ
فاخترتُ فحلَ التخيّلِ رمزاً
وما عاندتني الحقولُ

ووقَيْتُ الحديثَ ثلاثةَ  أيام
إلا من الرّمزِ هذا القليلِ
ولي أنْ يسارعَ فيَّ القليلُ

لنْ أداري سماءَ الغيومِ التي لا تجيءُ من الماءِ
أو من أقاصي الحلولِ
وما هيّأتني رؤايَ
أنا يا أنايَ
التجأتُ إلى مشتهايَ
وصيّرتُ باباً إلى البحرِ
كم لاذَ والعصرِ هذا النحيلُ؟!
لن أداري بكاءَ النّساءِ
يرقِّطنَ أشجار روحي
ويذهبن نحو الخريفِ
إذا ما تضاعفَ في الحرفِ هذا السبيلُ

واحدٌ يا غنائي
ولا شكلَ للعرسِ
لا طامحٌ ينزوي خلفَهُ
كلُّ شيءٍ هنالكَ يُفضي إلى الصبرِ
خذني إلى النونِ
واهجرْ غبار الحروفِ على شاطئ مُقفرٍ
وازدردْ ريحَ هذي الدكاكينِ
قد جاءني من لدنْ حاجتي
بعد لأي الزمانِ رسولُ
واحدٌ يا خطايَ
أنا منتهايَ
إذا البابُ لي في المديدِ
هنا أُزلفتْ رقّتي كانَ يعشى
ويرقى
وينأى
ويغريهُ بحرٌ قليلُ
واحدٌ يا صبايَ
أنا لم أُجِرْ سكة الحرفِ من مزنهِ
عاش دهراً وحيداً
وفي النفسِ يفنى البديلُ
واحدٌ
والبديلُ ارتقاءُ المصاطبِ نحو السقوفِ
وما في الرّفوفِ حمائمُ تُغوى
وينسلُ ريشَ البياضِ الرحيلُ
واحدٌ يا صدايَ
...وحيداً أرتّلُ أعباءنا
ثم وحدي أعودُ إلى الغارِ
أمشي
وأقرأُ: كم لاذ بعدي قتيلُ؟!

كلُّ شيءٍ محا صبرَهُ حجةُ الأرجوانِ
ومالَ على ضفتيهِ الصليلُ
كم رأيتُ شيوخاً على شرفة الغيمِ
فاحترتُ
هلْ زارني في العشاءِ خليلُ؟!
لن أعودَ إلى الظلِّ
شمسي أنا لم تكنْ في التوابيتِ
كانت مرايا
وحاصرها ذات أمرٍ حوارٌ عجولُ
فانهضوا من سباتي
دواتي
وحفِّوا نوازلَ هذي الزوايا
فقد أرهقتني السّهولُ
لن أعودَ إلى الماءِ حتى تُكوّم أقدارها الأغنيات
وأنسى جداولَ من مرمرٍ
وانتشاءٍ
قريبٍ من الصمتِ
حتّى إذا زارني في الغداةِ المقيلُ
قلتُ: زيدي بهائي أيا مريميةُ
إنّي لأجتاحُ نومي بكأس انتظاري
وما في دياري سوى لوحةٍ
ليس ينأى لها في الرياح الأصيلُ
وإيايَ يا أرضُ ميلي
على ضفة الزعفرانِ
وقيلي
لأرضى بآخرِ حرفٍ تعدّى الهواءَ
ومرضى الدكاكينِ مرضى
وأحلامُ دربي يكركرُ فيها
الزمانُ الطويلُ

رمادُ المخيمِ شهوةُ هذا الجنينِ
إذا ما تكلّمَ ظلٌّ ظليلُ
واحدٌ 
لم يعمّدْ دمي مستطيلُ الكلامِ
غوايةُ هذا الرّمادِ
ومنفايَ حبرٌ عليلُ
ويْكأنّي أداوي جراحي
فينهرُ جنبي عماي الدخيلُ
لن أعودَ إلى الحرفِ
هذا أنا يا دمايَ
ولي عند نبع الصبايا
_إذا ما رقصنَ على الحبلِ_
وجهٌ خجولُ
وجميلٌ كلامي
ونصفُ الكلامِ إذا ما تعاورَ
قفلَ البلاغةِ سيفٌ صقيلُ
وطويلٌ طريقي
إذا ما تحمّسَ بُنُّ الرّعاةِ
وحارسُ موتي الوصولُ
ورقيقٌ
وخدٌّ أسيلُ
ومُعنّى
وطيرٌ جميلُ
وسلالمُ أطوي لها في العلوِّ النهارَ
لأغدو وحيداً أبارزُ في الماء شكلي
وأجعلُ حرفي مُولّهَ
إنْ مرَّ حرفي بأرضِ العذارى
وبايعهُ في صداق الصّداق عذولُ
واحدٌ
والسؤالُ الذي لم أقلْهُ
انتحى للغيابِ
ولم يكشفوا عورةَ العادياتِ
أنا المستريحُ على ضفةِ الصبرِ
هذا دمي
فاسترحْ يا رسولُ
وانتبهْ إنَّ مأوى التخيّلِ
هذا الرجوعُ الجليلُ
واقتربْ من لهاة الغيوبِ
وخذْ من جمارِ الندى
ما يشي بالرّدى
واحترفْ سلة الرّمزِ
ما كان يُومي لهُ المُستطيلُ

واحداً كنتُ أسعى
إلى بحرها المستتبِ
فطافت رياحٌ
ولم يدفعوا بالنجومِ إلى الموجِ
قصّرَ عنّي السحابُ
وضجَّ على السطرِ هذا الأفولُ


إرسال تعليق

حقوق النشر © موقع أحمد الخطيب جميع الحقوق محفوظة
x