وصل الترام



وصل الترام  إلى الحقيقة كلِّها
فَلَتَ الحصانُ من الترامِ
وراح يبحثُ عن جِرار الأرضِ
لَمْ يأنسْ لصمتيَ فاستدارَ
وعاد إلى الترام
وقال: صمتُكَ مبتذلْ


جَمَعَ الطريقُ بناتِ آوى
وانمحى
مات القرنفلُ في الضّحى
وصحا الطّللْ
وتطايرا من شوكةٍ
لَمَزتْ مناخاً مُكفهرَّ الوجهِ
وانسحبا إلى بَدَنِ الطريقِ
وعن يدي أيقونةٌ للموتِ
أوجزتِ الطريقَ
فقلتُ للأنثى: إذا مرَّ الفتى
والخمرُ في رأسِهْ
وانحاز للإيقاعِ
وانشغلا بجدْولهِ
وصُبَّ الصمتُ في كأسِهْ
ماذا يموجُ من القصيدةِ في المساءِ
وهل تضجُّ سفينةٌ في النهرِ؟
قلتُ: كأنّها اللغةُ التي أتقنتُها عن ظهرِ قلبٍ
 كي أغيّر لهجتي
وأقول: أصبح موطني أحلى
والفجرُ قاب القوسِ
يركضُ باتجاه الغيمِ
والمنفى قوافي
قد تُبدَّلُ في المنافي
إذ أصيحُ: أنا المُحفَّزُ
للالتقاط الصورةِ الأغلى
وليس لواحدٍ مثلي
إذا نام الطريقُ كلامَ عصفورٍ
يعشِّشُ مرّةً في لحمهِ
أو ينتقي عِنباً من الماضي البعيدِ
ويقتني سيفاً جميلاً
بعدُ لَمْ يُصْقلْ

وهُنا يقول الأرجوانُ عن الحقيقةِ
إنّها في الريحِ مفردةٌ
يقولُ سريرُ هذا الثلجِ:
إنَّ الماءَ موقوتٌ
وحِصْن الريفِ ينظرُ دائماً لقدوم ضيفِ الصمتِ
 كنْ يا ماء في الظلّ الخفيفِ
ولا تعشْ هذا التوغّلَ في الخطوبِ
أنا الجنوبُ عبرتُ في التكوينِ من ماء الجنوبِ
وقلتُ للحرّاسِ:
أولُ جملةٍ هي زوجتي الأكحلْ
وهي المجيءُ إلى الكتابةِ
بعد أن رمّمتُ في اللغة الجديدةِ
شارعاً لا عشقَ فيهِ
وشارعاً نقص الكلامُ على يديهِ
كما الحياةُ، وشارعاً ما بعد هذي الحربِ
أوغلَ في الحياةِ
وطفلةً عبرتْ نسيجيَ...
ثمَّ قالت: أيّها المُثقلْ
عُدْ للترامِ
وعُدْ إذن  للبابِ
عُدْ للقصّةِ الأولى بباب البيتِ
كان وصيف أيامٍ طوالٍ يَمّحي
في العالَمِ الأكملْ

إرسال تعليق

حقوق النشر © موقع أحمد الخطيب جميع الحقوق محفوظة
x