يموتُ الذئبُ أو يفنى الغنم



مرّوا على مَهَلٍ ومرّوا مُسرعينْ
هُمْ هكذا
ولدٌ يلاحقُ ظلّهُ في الليلِ
يستهدي بدندنة الألَمْ
ويرى حقولَ الغيبِ منْ مُدُنٍ
ومنْ مرعى تسافرُ في الحكايةِ
منذُ ألفِ قصيدةٍ ترعى
على سُوقِ العدمْ

هُمْ هكذا
ولدٌ أعيدُ لهُ التراجمَ والطقوسَ
وقلّة المأوى، وأعذلُهُ
ولَمْ يهبط على جبلٍ نكايةَ طلقتينِ
وسكّتينِ منَ المهارةِ في منازعةِ القِدَمْ

هُوَ قابضٌ مثلي على أيامهِ
ليردَّ لي أيضاً مَهارتهُ
وبعضَ شبابهِ
وسكونَ قافيةِ القلمْ
يمشي على ماءٍ ومزجاةٍ ببحرِ الأغنياتِ
كأنّهُ يدنو من القصر المنيفِ
على رصيف الذكرياتِ
ويشتهي بَرْدَ القِممْ

هُمْ هكذا
أنثى تجاريهِ على النسيانِ
أو تحتاجُهُ يوماً
وإنْ دارتْ بها ريحُ الحياةِ على الكمانِ
وقلقتْ أيامَها
واستحضرتْ منْ جفوةِ العينينِ
إيقاع الندمْ
هيَ ذروةُ الحُلُمِ الذي يغفو على جرحينِ
نشوةُ طائرٍ فردَ الجناحَ
وهَمَّ بالرؤيا
وعادَ إلى الحقيقةِ باللممْ

هُمْ هكذا
طفلٌ بغى باللومِ
حطَّ على الحصيرةِ بعضهُ
أغفى على مَهَلٍ، وَهَمّْ
واستأنسَ الغيمَ الذي جذبَتْهُ
رائحةٌ لِفَمْ

هُمْ هكذا
جارٌ نحيلٌ سابقٌ بالطينِ
يستعصي على معنى الخروجِ
عنِ القصيدةِ
صوبَ هذا الموجِ في ليل الكتابةِ
لا يلي أوقاتَهُ شيئاً منَ النردِ الغريبِ
ولا يقرُّ على النوى
لكنّهُ يسعى إذا مرّوا على مَهلٍ
ومرّوا مسرعينَ إلى السّلَمْ

هُمْ هكذا أبناءُ حارتنا
وفيهمْ نطفةُ التكوينِ
كركرةُ الخطى
وولادةُ الأسماءِ في تحطيمِ
خافية الصّنمْ

هُم هكذا نزلوا من الماضي
وخطّوا سورةَ الرؤيا
يموتُ الذيبُ أو يفنى الغنمْ!!


إرسال تعليق

حقوق النشر © موقع أحمد الخطيب جميع الحقوق محفوظة
x