هي طفلة أعني

 

هيَ طفلةٌ
أعني ترابطُ في الصباحِ لأمها
وتضجُّ لو فتحَ الشقيقُ البابَ
أو قرأتْ شقيقتُها القصيدةَ كلّها
هي طفلةٌ
ويرى أبوها الريحَ تعبرُ كمّها
فيئنُّ من وجعٍ
ويُخفي نعلَها!
هي طفلةٌ ويتيمةٌ
والناسُ قد حفظوا مساءً ظلَّها!!

...، ولِدتْ قبيلَ الفجرِ
لم تأنسْ لجارتِها
وكانتْ تشتري رُطباً من المعنى الخفيفِ
إذا تبرّمَ عودُها
أو عانقَ العشبُ المعتّقُ سهلها.
ولِدتْ
ولم تذهب إلى مُدنِ الملاهي
لم تضارع دفتر الكيمياءِ
ما رقصتْ على الدّوّارِ إذ حجلتْ
ولكنْ غرّها الطيرانُ في الرؤيا
فطارتْ
قالَ: نامتْ...،
قلتُ: طارتْ كيْ تضارعَ ليلَها!

وهناكَ سردابٌ
ومأوى للعذارى
والتباس الغصن بالأشياعِ
ديكُ الجنِّ يُبطنُ قتلَها!
...، نَفَسٌ من الجنِّ اجتبى متثاقلاً رئتي
فجزتُ الأرضَ في يومينِ
خلخلتُ البلادَ
وكانَ لي فرسٌ تفرُّ من الضجيجِ
وتستريحُ إذا توشّح ليْ سؤالٌ:
كيف أجني من فراغِ الوقتِ يوماً شكلَها!
نَفَسٌ وعبّأني وأمرضني
فصارَ الوجدُ ينثرُ في المدى شيئاً
أجاريهِ
وأركضُ مثلَ مجنونٍ
أطاح برشدهِ الشبّاكُ
نحو قصيدةٍ سُلبتْ رياشَ الوزنِ
فانكسرتْ...،
وحجّتْ في اللغاتِ لتقتفي أثراً
وتربطَ حبلَها!

في لحظة الصحو الأخيرةِ
والجفافُ يعيثُ بالأرضِ انتبهتُ لجارتي
فقرأتُ شيئاً ما هنالكَ كان يعنيني
ولكنْ لم أعالجْ فورةَ العبثِ الأخيرةَ
واعتصمتُ بصمتها
وأدرتُ إيقاعي
لأعرفَ جهلَها!!
شهقتْ على يومينِ تخرجُ في الصباحِ
وأمُّها مشغولةٌ بالخوفِ
لا هيَ تصطلي بالوقتِ
أو أمشي... لأقطفَ نخلها




إرسال تعليق

حقوق النشر © موقع أحمد الخطيب جميع الحقوق محفوظة
x