سبب آخر أيها الماء


سببٌ آخر
أيها الماءُ
حتى أعاجل كأسي بآخر أنثى
سببٌ واحدٌ وقديمْ
.../ ولم ألتحقْ بالنّشاط الأليم.
سببٌ واحدٌ ومقيمْ
كنتُ أمشي إلى خلوتي
واثقاً من حواري الحميمْ
فانزوى طائرٌ خلّفَ الريشَ طعناً
هنا وهناكَ وأسرى برملٍ عقيمْ
فالتقينا على ثغرةٍ
وانتصرنا
وأيّدَنا بوحُ نايٍ زعيمْ
سببٌ آخر
أيّها الحبُّ
حتى أمارس عزفَ الكرومْ
وأقيل الغبارَ عن الوجهِ
أحفل بالظلِّ إذ يتجلّى
وأجمعهُ في مناخي
وأهطلُ كالغيمِ
من بحرِ مَعنًى كريمْ
سببٌ آخرٌ وسليمْ
لأمارسَ حذفي من الصمتِ
أو أنتشي بالكلام الحليمْ
هل أرى سبباً في منامي
يضارعُ مرآتهُ في نهارٍ سقيمْ؟!

ليس لي أنْ أمارس نوماً
وقد خلخلَ الحُلْمَ في ناطحات التخوم
ليس للشعرِ أن يجمعَ الماءَ في دارةِ النارِ
أو ليس لي أنْ أقيمَ جواباً على المائدةْ
ليس للشعرِ فتْح الجهاتِ على غربةٍ شاردةْ
ليس ذلكَ
ليس إذا كان في قِدْرِ هذا المناخِ
ملاينة الرؤيةِ الناقدةْ
ليس للشعر غير انتباهِ الصفيرِ
لخشخشةٍ وافدةْ
وانتباهِ النفيرِ لسيدةٍ عائدةْ
وانتباهي أنا للغيومْ
كيف تمشي على بُسُطٍ من حرير الأديمْ
هكذا ينتمي الماءُ للأغنياتِ
ويثني
على كلِّ برٍّ حميمْ

إرسال تعليق

حقوق النشر © موقع أحمد الخطيب جميع الحقوق محفوظة
x