تأمّلات


          -1-
القرفصاءُ تأمّلٌ وخضوعُ
نايٌ تعتِّقُهُ الثقوبُ
إذا بكى
هفّ الندى
واخضوضر الينبوعُ
خَدَرٌ يساقُ إلى الأصولِ بلذّةٍ
ودمٌ  صريعُ

القرفصاءُ كمائنٌ أجّلتها
ويدٌ نهارُ سمائها ممنوعُ

          -2-
الأعصابُ المطويّةُ تحت الجِلدِ الشّفافْ
كُتُبٌ حبّرها الناسُ
على ورق الصفصافْ
ولهذا حين يمرُّ غبارُ الكأس
أتوسّلُ أن تنسى غضبي

          -3-
قبل هبوب الريح إلى صدري
أتفقّد عمري
وأروح إلى كيسٍ مربوطٍ
في زاوية البيتْ
أفتحُهُ
وأفتّشُ فيهِ عن الزمن المفقودْ

          -4-
قلتُ: كفى ألَمَاً أنك تخضعُ للتجريب
تكشفُ عن عورة أحلامكَ
ثمّ تغطُّ بنومٍ آخرْ
قلتُ، وما كان لظبي منامي
أن يتأخّر عنكَ
وأنتَ تمارس صحوة أيامكَ مثلي
قلتُ: كفى أملاً أني في لوح الغيبِ
أمارسُ موتاً
وصهيلاً
منصهراً في صحوة روحي
وأسيرُ جميلاً في الملأ الأعلى
وأغيب

          -5-
أوّلُ تذكرةٍ للنسيان
أن تأخذ من جسد الأرضِ مراياكَ
وتنحتَ شمساً للظلّ
وتغبطَ سربَ يمامٍ
كيفَ ينام على ريش العتمةْ

آخر تذكرة للنسيان
أن تذكر  أنك وحدكَ تمشي
وتنامُ نبيّاً
في بئر الحكمةْ!

          -6-
في كلّ مرآةٍ من النصّ الذي يأتي
إلى سحبي
نايان من قصبِ
نايٌ يفتّحُ كُمّ الوردِ بالتعبِ
ونايُ أحلامٍ
إذا سيقَ الهواءُ لهُ
فرّ الندى من غابة الكتبِ
وكنتُ لهُ
كالنّفخ في الصلصالِ خيرَ أبِ

          -7-
أوّلُ إنسانٍ ينساني
حين أعود من النومِ صديقي
يبحثُ في أحزاني عن دمهِ
ويشقُّ غبار الأرضِ لآلامي
أوّل ما أصحو أبحثُ عنهُ
وأكتبُ فوق الريح صديقي
هل أنساك الدهرُ
قصيدة عمري
فتركتَ عصايَ
ورحتَ إلى المرعى لتهُشَّ على غنمي؟
أم أنكَ بعد ضحايَ
رأيتَ الفجرَ يغصُّ بأقلامي
أوّلُ ما يؤلمني
أنكَ مثلي في مرآةِ الشعرِ
تصوغ المفردة الحيرى
وتهُشُّ رصيفَ العمرِ أمامي

إرسال تعليق

حقوق النشر © موقع أحمد الخطيب جميع الحقوق محفوظة
x