من شرفة البيت



      -1-
صَفَقَ جاري
صَفَّقَتِ الأنثى
صَفَقَ ديوانُ الحارةْ
فركبتُ حصاناً يعبرُ
 كالريح الهدّارةْ
صَفَّقَ وجهُ الماءِ
وصفّقتِ العينُ
رأيتُ الأنثى مُحتارةْ
أيُّهما صَفّقَ
قلبي
أم نفْسي الأمّارة!!

      -2-
أقضي في المكتبِ ساعاتٍ أربعْ
وأنا أنقشُ شعراً
وأخيطُ السّردَ
وأدفنُ شيئاً ما
تنقرُ بابي امرأتي
فأعودُ إلى ذاتي
حانَ الوقتُ لكي نتمشّى في الحبِّ قليلاً
في العُمرِ بقيّةُ شيءٍ ما

      -3-
الكفّةُ راجحةٌ
والميزانُ قليلاً ما يرجحْ
حمل البائعُ ثمرةَ توتْ
زاد الميزانُ
نَقَصَ الميزانُ
والبائعُ من بؤبؤ عينيهِ
يرى امرأةً
تخطفُ من فمهِ حبّة توتْ
فيعودُ مساءً
ينشغلُ الأولادُ
وتحرِصُ زوجتُهُ أن ينأى بالميزانِ
ولو عاجلَهُ التابوتْ

      -4-
قمرانِ في المنفى
انتبهتُ لريش طائرتي
فغيّرتُ اتجاهي
قمرانِ في المقهى
وقلتُ لظلّهِ:
هل أنتَ لاهي؟!

     -5-
خرجَ القطارُ عن الحديدِ
وطاحَ بالأسمنتْ
خرجَ القطارُ
وغاب وعيُ الناسِ عن حُلُمٍ
بناهُ البيتْ
خرج القطارُ
ومات كلُّ الخارجين إلى الحياةْ
وبقيتَ أنتْ

      -6-
الزمنُ تأخّرَ عن لغتي
وتأخَّرتِ
الزمنُ قليلاً
ما يتزامنُ مع لغتي
يا أنتِ

      -7-
أفراخُ البطِّ تقولُ الأسطورةُ نصف يتامى
ويمارسُ قلبي لعبتَهُ في الموجِ
ويكتبُ في سِفْرِ الأرضِ
هنا وُلِدَ التاريخُ
وصار خُزامى

      -8-
نطق الشارعُ بالحُكْمِ
رأيتُ الحارةً فارغةً
فإذا بالماء ينقِّطُ من قلبٍ مثقوبٍ
ثقبتْهُ الطائرةُ الورقيّةْ

      -9-
طينٌ من الأرضِ
هل شُذِّبتَ يا طينُ
أمْ عالجوكَ
فثغرُ العشبِ مزيون
أمْ جاوزَ الرّحم أحمالي وعارضها
وكلُّ طينٍ بماء الشعر معجونُ
هذا أنا المددُ الأبهى، على يدهِ
يمرُّ بالقوس تلميذٌ ومجنونُ
لَمّا وُجِدتَ على أسوارِ قامتهِ
عرفوكَ عيسى
ومن قبلُ اختفى النونُ
فقلتَ تمضي على سين السّباق لهُ
وتصطفي العرشَ 
لو هُدْهُدْكَ  مفتونُ
لكنّ صبرك يا سيزيف
مَهجورٌ
ومبطونُ


إرسال تعليق

حقوق النشر © موقع أحمد الخطيب جميع الحقوق محفوظة
x