أنا بعدُ ما قلتُ شيئا


الهروبُ من الفطنةِ الآن
شيءٌ من الفتنةِ
شيءٌ من اللعبِ فوق رياش الحمامِ
وشيءٌ من الشّيء
إنْ مالَ ثمَّ تشيّا

الهروبُ من الحزنِ فوق الجبالِ
أصابعُ ريحٍ هنا جاورتني
وقد حاورتني جليّا
وشيءٌ من الانفكاكِ الحصيفِ
... إذنْ فاتبعي ما لديَّ
هنالكَ حرفٌ يُقلِّبهُ الحبُّ لحناً شهيّا
طاردتني المساحةُ
إن لَمْ تجيريهِ
من يا فتاةُ يجيرُ الندى
في التفاتةِ نحلٍ يداعبُ ورداً جنيّا؟!
ومن سوف يعشقُ عِرْقَ البهاءِ
وقد غادرتني المرايا
ولَمْ أكُ شيئا؟!
إذن فاظهري في التفاتةِ قلبي الذي
لَمْ يَكُنّي
وردّي عليَّ البنفسجَ حتى
أموتَ رضيّا

لكِ الوردُ يا بنتَ عمري
أنا ما رعاني الصدى في بيوتِ الحمامِ
ولَمّا أعد من صلاة البنفسج 
حتى أراكِ على القبرِ ورداً نديّا
فهيّا إلى آخرِ العمرِ نعفُرُ باللارمادِ 
وإنْ جاورتكِ الظنونُ
فإياكِ أن تلبسي الأسودا

لكِ الوردُ يا بنتَ روحي
وكلُّ الذي في الهوى أُنْشِدا

وكلُّ الذي جنّدَ الطيرَ
في ملكوت الحياةِ
وكلُّ الذي أمسكَ القمحَ
في قبضةٍ سؤددا

لكِ الوردُ يا بنتَ أمِّ النشيدِ الذي
لَمْ يكن حاضراً في دمي
أو دمي كان يمشي إليهِ
كما قال وِرْدُ الصباحِ، فتيّا

صُلبتُ على أوّلِ الماءِ
ثمَّ صُلبتِ على آخر الماءِ
قال الفتى وانتحى جانباً
يُضْمرُ الموتَ في ضامرٍ للسؤالِ
عن الكيفِ
قال الفتى: النازلاتُ عن الخوفِ
يجلبنَ وجداً بهيّا
ويجلبنَ أرضاً طواها الجوابُ قليلاً
ويفتحنَ بحراً قصيّا

صلبتُ على الماءِ يومين 
وفي آخر الماءِ قال الندى:
الفتى صار في دفتر العشقِ
بعد الذي قيل عنهُ نبيا

كأنّكَ تدفعُ عنّا سوادَ الثيابِ 
وترقى بنا للغيابِ
إذا ما صُلبنا معاً أيّها الموتُ
أو جهّزتنا الحياةُ لهذا التعبْ
كأنكَ تفتحُ بئراً عميقاً أمام السحابِ
إذا ما ولجنا عيونَ الغضبْ
كأنكَ تشهدُ
والماءُ يشهدُ
والعاصفاتُ 
وكلُّ المرايا
بأنّا وُجِدْنا على الأرضِ قبل انتصاب الحياةِ
وكنّا معاً في الكلامِ
نمارسُ عينَ الحقيقةِ
فيما نقول
وقال الفتى: يا سريري
أنا بعدُ ما قلتُ شيئا
وما زلتُ رغم انحراف السوادِ
إلى الأبيضِ الغضِّ 
ما زلتُ طفلاً صبيا
أمارسُ لثغةَ بوحِ الطفولةِ في كلِّ شيءٍ
ولكنّ عمري سرى في الخيالِ 
فقلتُ: استعدّي إذن يا لغاتُ 
فقد أوردتني الفتاةُ
إلى النبعِ حيّا


إرسال تعليق

حقوق النشر © موقع أحمد الخطيب جميع الحقوق محفوظة
x