رحلة الشّك


بين عِرْقينِ
عِرْق الجسدْ
ثمَّ عرْق الهواءِ
انتظارُ الأبدْ
من إذنْ يفتحُ البابَ
أو ينحني؟
-لا أحدْ
من يقودُ الصّدى في الغناءِ
إذا صيّرَ اللحنُ ناقتهُ
في براري الكلامِ
ومنْ يحملُ المعسراتِ على فاقةٍ
ثمَّ ينسلُ صوفَ المددْ؟
-لا أحدْ

رحلةُ الشَّكِّ صيْدُ التردُّدِ
مثل البكاءِ على ولدٍ طائشٍ
في غياب البلدْ

القطارُ انتظارُ المسافرِ
حين يرى أمَّهُ
تحتمي في جوار الولدْ
ويُجري القوافي على مَهلها
أو يشدُّ الكلامَ على كلّ سيقٍ
يمرُّ المغنّي خلال مراياهُ
ينأى إلى وطنٍ المعتقدْ

رحلة الشّكِّ
أمرُ الخرابِ الذي يُسْرجُ الخيلَ
عند التقاء الصحارى مع الأرضِ
أو عند وادي الأبدْ

تحت تلِّ المخيمِ
في آخرِ السهلِ
عند السفوحِ التي ضاع فيها زمانُ المحبينَ
حين تراخوا كسالى
وناموا فرادى
وعادوا سكارى من الموتِ
في ظلّ ريح الأبدْ

رحلة الشّكِّ أُنْسُ الغبارِ
وميقاتُ أيامنا الناقصاتِ العددْ
لا أحدْ
قلتُ يُسْرجُ خيلاً بأرضٍ
ويُمحى إذا الماءُ فرَّ من العينِ
نحو انعطافِ الكلامِ إلى مائهِ
أو ينطَّ عن الحبلِ في قعرِ وادٍ
تشيِّكُهُ اللاجئاتُ بأحلامِهنَّ،
وهنَّ يَجُلْنَ الفضاءَ بأفراسهِ
أو يجئنَ من الغزلِ المُرتجى
في خيال الرَّمدْ

ها هيَ الآنَ سيّارةٌ في بلادِ الغريبِ
تُقدّمُ أطيافها
كي يخفَّ البنفسجُ عن مقلةٍ
خفَّ فيها الزَّبدْ؟

مِنْ هنا طائري
مِنْ جنوب التوقُّعِ
مِنْ عالَمٍ سائرٍ في هَبوبِ الخيالِ
ومِنْ نقطةٍ سيّرتها الخطى
ذات حبرٍ على سطرِ امرأةٍ
بعد حسمِ انتشار الحنينِ على تربةٍ
ساقها الحبُّ من كلِّ يدْ
بعد أن يرحلوا واقفينَ على ثوب أحلامِهم
أو يسمّونَ غربة أشجارهم شجراً مُتَّقِدْ
من هنا
من قميصِ التراجعِ عن ذكرياتِ الطفولةِ
من واقعٍ ضالعِ بانحياز الغيومِ إلى جبلٍ ذي وتدْ
من هنا قالت الريحُ
سوف تجاورُ موتَكَ
بعد القيام من الموتِ  
أو بعد غدْ

إرسال تعليق

حقوق النشر © موقع أحمد الخطيب جميع الحقوق محفوظة
x