دَرَج في الخراب


على حبلِ هذا الفضاءِ
رأيتُ طيوراً تراقبُ أبناء عمّي
وتشغلُهم بالبكاء
وكانوا
وقد نام أوّلُهم جوفَ هذا العراء
يَرْجعونَ من الصمتِ نحو التلالِ
القريبةِ من موتهم

على حبل هذا الفضاءِ
رأيتُ لهمْ سبحةً من رصاصٍ
وآخرُهمْ لَمْ يَعُد بعدُ منْ وخزِ إغفاءة الكبرياء
إذنْ ما الذي أطفأ الشمسَ في بيتهمْ؟
ومنْ جاورَ الصّمتَ في صوتهمْ؟
من أناخ الجبالَ على سمتِهم؟

أقصُّ رقاع المساءِ
وأبعثُ أشجارها نحو أملحِ أبنائهمْ
وأفتحُ باباً إلى الرقصِ
ألوي يدي عن يد الأصدقاءِ
فتهوي بنا الريحُ في قاع أحلامِهمْ

يعودونَ من سوسنٍ في الحديقةِ
نحو الظلالِ
الظلالُ امتدادُ يدِ الخوفِ
نجمُ الظهيرةِ
بعثُ الخطى من تراب الرعاةِ
وأفتحُ باباً لأدخلَ من نحتهمْ

كما الريحُ تهوي بهمْ في مكانٍ سحيقٍ
سأدفعُ بالريحِ نحو يد الممكناتِ
أداري يدَ السيفِ عن نعتهمْ
وأقبضُ ما قد تيسِّرهُ الكائناتُ من الشهدِ
حتى تفيض الجراحُ بأشهى دمِ الصافناتِ
وأنجو من الموتِ في يختهمْ

هُمُ الآنَ يرمونَ بالحبلِ
حتى تنام الطيورُ على مَهَلٍ
ثمَّ يقضونَ شيئاً من الفخِّ
أو ينسجونَ البلادَ على قَدِّ أكمامِهمْ

حبائلُ أفراسهمْ
حبائلُ غزلانِ أحلامِهمْ
حبائلُ أيامِهمْ
حبائلُ أنعامِهمْ
كلُّ هذا
ويتفقونَ على درجٍ في الخرابِ
إذا التفتِ السّاقُ بالساقِ
مثوًى لهمْ
ولكنّهمْ
كما الريحُ تهوي بهمْ في مكانٍ سحيقٍ
سأهوي بهمْ
وهم يصعدونَ يتامى
إلى بيتهمْ

إرسال تعليق

حقوق النشر © موقع أحمد الخطيب جميع الحقوق محفوظة
x