في ظلّ لفظ مُثنّى



.../ وأبعثُها
من لدنْ حاجتي للنّهار المُعنّى
وأبعثُها من فراغي
وسردِ الحكايةِ في ظلِّ لفظٍّ مُثنّى
أساطير كانتْ تُدلّلُ إيقاعَ نفسي
وتخرجُ من رَحِمِ الأرضِ
حتى تردَّ القوافلَ سرباً يطالُ الجياعَ
ومَغنى

أنا لمْ أقمْ من مرايا كلامي
ولمْ أنتدبْ لي غباراً يضارعُ وجه الرّياحِ
وكنتُ أدلُّ النبيذَ على شفةٍ تتثنّى
إذا غضَّ كأسي عن الصّبرِ ضلعاً
وناوشَ في الليلِ حزباً
أفقتُ على عتمتينِ
وعاركتُ جِنّا

أنا من سرايا الترابِ المُحنّى
بأشعار أمّي
وقهوةِ جدّي
فككتُ عن الغيمِ روحاً
وأصفادَ قلبٍ وحُزْنا
لهذا أنا لا أضيِّعُ رَهنا

ولا أرتوي بالكلامِ الخفيفِ
وقد صار زقّاً ولحنا
ولكنني إذ تميسُ الجبالُ على ركبتيَّ
أنادي: أنا جسدٌ ليس يفنى!!

بدأتُ القصيدةَ جمراً
ووزنا
وخِطتُ الثيابَ على قدِّ روحي
وما ملكتْ من بهاءِ الحياةِ
وجاوزتُ جيشاً من الكائناتِ
لأنّي شققتُ عن الشعرِ صدراً
وجيّشتُ حبرَ العبارةِ لونا

أنا لا أقيمُ الأساطيرَ نحواً بنحوٍ
ولا أشتهي غيرَ روحِ الكتابةِ دِنّا
أعنّي إذنْ يا مناخَ البراكينِ
حتّى أثوِّرَ في الأرضِ ما لا يُثنّى

أعنّي على جملةٍ في الفصاحةِ
كانتْ تشاورُ أهلي قديماً
لتخلدَ في الحرفِ
أو في مقامِ السؤالِ عن الظلِّ في الشمسِ
أو عن مرايا الغزاةِ
وكانتْ، وكانوا، وكُنّا

نُحيلُ إلى القوسِ بابَ الحياةِ
ونزرعُ شَتْلَ الشتاتِ
ونغدو سكارى، كأنّا
ولِدنا على نبضِ هذا العدمْ
لنخلدَ في الظلِّ
أو نستظلَّ بوشمِ الألمْ!!!


إرسال تعليق

حقوق النشر © موقع أحمد الخطيب جميع الحقوق محفوظة
x