ثلاث قصائد


1- الغبار


تَقَعُ الحياةُ على جَبيني
حين أَسْتدعي الغُبارَ إلى مكاني
شَوْكَةً للرّيحِ
مَسْأَلةَ المَجازِ  لكلِّ شيءٍ
وَقْفَةَ في البيتِ
رؤيا للغُبار البِكْرِ في البيتِ الجديدِ
على يَسارِ الأغنياتِ

كلَّما أَسْرَفْتُ بالرُّؤيا
تَنَصَّلَ حاجبي
فَهَبَطتُ أسألُ عَنْ قميصي!
هيَ لَوْثةُ الشِّعْرِ الذي يَدُهُ
تطالُ قميصَها
وتعودُ عَنْ بَلَلٍ قليلٍ
تَنزعُ المعنى المُعَدَّلَ
ثُمّ تَستدعي اختصارَ المفرداتِ 
أم التَفَتُّ إلى مكاني
حيثُ لا بيتٌ هُنا في سِكَّةِ التَّكوينِ
أو شَمْسٌ وفيءْ؟!

سأُعيدُ تَقريعَ الغُبارِ إذا انْجَلى
هَوَسٌ على رئةِ المُضَارعِ
سِكَّةٌ في آخرِ  الكلماتِ تَقْطَعُها يَدي
وَمُرَبَّعٌ في الضُّوءِ يَجْلبني إليَّ
المُشتهى بلدي
وتكسيرُ  المساءِ على هُدوءْ!!

  

2- تعاليم



عُلِّمتُ أنْ لا أَستطيعَ
حياكةَ الأبوابِ مِنْ خَشَبٍ تَهَرَّأَ
إذ رأى نوراً بَسيطاً
قابِعاً
في ثقْبِ ناي

لا شيءَ يَمْنَحُني هُدوءاً خالِصاً
وأنا أُرَقِّقُ صفحةَ النِّسيانِ
بعدَ نُزولها عَنْ سَرْوَةِ التَّجنيسِ
في مُدُنٍ تعَرَبْشَهَا الغُبارُ
على خطاي
وكأَنني أَفْلَحْتُ بالتَّذكيرِ
لا سَقَطَتْ جُيوبٌ في المدينةِ
أوْ تَرَجَّلَ حامضُ الإسْفلتِ
عَنْ قَدَمي
ولا أَرْغَتْ يداي

هيَ ضَبَّةُ الإيقاعِ
حين تخافُ مِنْ عَلَقِ البيانِ
دوائرُ المعنى

هيَ لم تَكُنْ ثَكْلى
ولا وَقَعْتْ على ريشِ السَّلامِ
ولا اسْتَطالتْ حَبَّةُ القمحِ الأخيرةُ
تلك مَنْ حَرِصَتْ على تَنْقيبِ
حَوْصَلتي
وميزان المزاجْ
لَمْ تَكُنْ تمشي أمامي
بعدَ تفريخِ الخراجْ
غيرَ أنّي شِئْتُ أنْ أَرْضى بأيامي القَصيرةِ
واكتمالِ الحربِ في لغةِ الزواجْ

3- رحيق الفصول



لَمْ يَحْتبسْ لغةً لِيقطفَ غيمةً
بلْ سارعتْ في حَبْسِهِ الأضواءُ
رِمْشُ الجَمالِ مُعلّقٌ في عَينهِ
ولعينهِ تَسري الرؤى العَذْراءُ
ما كان يَحْبِسُ دَهشةً تَوَّاقةً
لِلجَرْي
إذْ تَتَقَشَّفُ الأَنْواءُ
لكنَّهُ فَرَطَ الحنينَ وقال لي:
ماذا تقولُ إذا بَكَتْ خَنساءُ
تمشي لِتفتكَ
أو تجيء لِتهتدي
والناسُ تُضْنيها يَدٌ خَرْساءُ
مَعْ كلِّ لونٍ صُورةٌ مقلوبةٌ
فيها تَمَسُّ غوايتي الصَّحراءُ
تُبدي السَّحابَ
تدورُ في أكنافِها
فَتَخرُّ مِنْ عَدَمِ السَّرابِ ظِباءُ

تَتَمارضُ الأسبابُ حين خُلُّوِها
مِنْ غَفْلَةٍ
وتهاجِرُ الأعضاءُ
ولأنَّ صَلْبَ العُودِ بعدَ نُحولهِ
يَقوى
فأَمِّلْ ما ترى الوَرْقاءُ
تختارُ مِنْ بين الفُصولِ رحيقها
وتقولُ عَنْ جَلَدٍ قَضى الشُّعراءُ


إرسال تعليق

حقوق النشر © موقع أحمد الخطيب جميع الحقوق محفوظة
x