أهتدي للماء غرب النهر



مسكونةٌ بجراحها
وأنا أشيّعُ في الطريقِ بناتِ حوّا
أهتدي للماءِ غربَ النهرِ
لا ماءٌ هنا
وأرى سماءً من طيورِ الشرقِ
تحفظُ لحظة الدخان
هلْ ستمرُ طائرةٌ لتنقلَ جثةً أولى
لهذا النهر
أو رجلاً يُزفُّ إلى قصيدةْ؟!

مسكونةٌ بجراحها
ولها وصيفاتُ اتّكأنَ على غيابي
وانتهزنَ حكاية الفلم الذي سرقَ المؤلفُ
نصّهُ عن حارتي
هيَ أجملُ الحاراتِ
غيَّرها سؤاليَ عن دخول الشكِّ
في غرفِ اليقينِ
إلى بيوت الناسِ
فامتثل المصوّرُ للغبارِ
وراح يطردُ عن صداها
كلّ أغنيةٍ سعيدةْ
- لَمْ ترضَ بالسياح يقتلعون آثار الخطى
عن بابِ أمنيةٍ وحيدةْ!
يستثمرُ القرويُّ فيها لحظة التعبِ الصباحيّ
الندى مثلي ضعيفَ القلبِ يشردُ
من بناتِ الفجرِ
يخطفُ سمسم الأوقاتِ
يُحْرِجُ زهرةً أخرى هنا
وهناك يجرحُ وقعَ أيامٍ بعيدةْ!!
لأنال ما سينالُ ظلي من غياب الشمسِ  
أُمْهِرُ لوحة النسيانِ بالختمِ الوحيدِ
عليهِ من شِيَعِ الزمانِ بدايةُ الأبديةِ الأولى
لنحر الكائناتِ 
لكي أرى فَرَجاً قريباً من يدينِ
تقوَّسَ المعنى على أنهارها
وبدا كخرمِ الأرضِ في صدر الجريدةْ!!

هيّ حارتي
أعجوبةُ الفَرَجِ الأخيرِ لجارتي
خرجتْ تقيسُ مسافة الأحزانِ
بين جرارها الملأى بوهم الناي
والإيقاعِ
بالزّوجِ الذي فَرَدَ الخيالَ
على بساطِ يقينهِ الأعشى
ومرّت قُربَ نافذتي
وأعطتني رسائلها
فحِرتُ بأيِّ ديوانٍ سأترُكها
ليقرأَها الجنينُ بُعيَد تشكيل المآتمِ
إنْ تخللَ موضعَ الأشياءِ سرُّ اثنينِ
قافيتي وأصدائي الشريدةْ!!

هيَ حارتي
وبدايةُ التكوينِ
حشرجةُ النساءِ على ولادةِ مُهرتينِ هنا
وليلٌ طافحُ بذكورةِ الأسماءِ
أبعدَ من تحضُّرِ شرفةٍ محشوّةٍ بالكستنا
وجهاتِ مملوكٍ يقيسُ الأمرَ بالمعروفِ
أو يبدو سخيّاً في تعقُّبِ طفلةِ ثكلى
أبوها نائمٌ
وهناكَ صيْدُ قابعٌ في فوّهات الريحِ
يملؤني بهاءً
أنني الميسورُ
والمنظورُ للرؤيا
وأكثرُ حاجتي وطنُ
وساريةٌ عنيدةْ!!

ما يُروى عن الحفر العتيقِ
بيوت الطينِ
أو تنقيب حفّارٍ رأى أُمماً تُجيزُ الموتَ بالمجانِ
أو منفًى أُعِدَّ لهُ من الأشياءِ
نصّ الأرضِ معكوفاً على نَسَبٍ
ليُخْرِجَهُ الندى في صورةٍ تتلى
لهذا الطّحنِ في عَقِب البيوتِ
كأنّه إذ تسترُ الأشجارُ سيرتها
يرى ريحاً مشجّرةً على بابِ الضحى
ويرى بأنّي ما رَوَيْتُ الآنَ
غيرَ الصًفْرة الأولى
لموتِ الشيءِ في الياقوتْ

ما يُروى  بعيداً عن مناوشةِ الطيورِ
لحقلِ جارتنا التي اعتادتْ تصيحُ
وتهتدي لغناءِ كُمّثرى
ما يُروى بكاء الزنزلختِ على جدار الأمسِ
أو وجهٌ تطاولَ عنْ يدِ الأزميل
محسوباً على مرضٍ عضالٍ
ذاك، بل أجراسُ أفراسٍ تهادتْ
في نُثيْرةِ شاعرٍ مَرَقَ الجمالُ أمامهُ
فغدا إلى طيِّ الرّمالِ على
شواطئهِ القعيدةْ!!

شتانَ بين الأمسِ والماضي
هُما نصّانِ يلتحقانِ بالتأويلِ
في كشفِ التبدُّلِ والتحيُّز
واحتسابِ الحلمِ للإنسانِ
أشباحٌ للحمٍ طازَجٍ
وكساءُ أمراضٍ خطورتُها المساواةُ الأكيدة!!
بين أن تنأى إلى حفر التراثِ
على ثياب الأرجوانِ
وبينَ أنْ تجترَّ من فوضاكَ امرأةً
سعيدةْ!!
فقِفا إذنْ من أجلِ ساريةٍ شهيدة!
واسترجعا ما ليس تكشِفهُ التوابيتُ الزهيدة!
هيَ رحلةٌ مخطوفةٌ من نحرها
وأنا مسمّاها الذي جذب الحياةَ
وحافظُ رحمِها لغةٌ ولودةْ!!


إرسال تعليق

حقوق النشر © موقع أحمد الخطيب جميع الحقوق محفوظة
x