محبرة الفلسطيني



وكانَ وقوفُهُ عجباً على رُمْحينِ
من مرمى دمٍ غالٍ وحرٍّ
جامحاً ليلاً على أدراجهِ الأولى
وأنّ التلَّ والجيرانَ
سردُ الظلِّ في الطرقاتِ
سردُ الحلمِ في ثوبِ الملايينِ
وأنّ الشعرَ وهّابُ المرايا
مُصلِحٌ
وقُوامُ جاريتينِ أمْهلتا يدي
وغِوى جموحِ الناسِ في المعنى
إذا بردتْ غيومٌ في الكوانينِ
كمعنى السرّ بين اثنينِ
هذا موقفي
وغبار أقراني إذا انفتحتْ سماءٌ
خلف تكويني

بدأتُ أنزّلُ الأشياءَ من خلواتها
والأرض نفْسُ الأرضِ
لا أرضى بآنيتينِ من ملحٍ
ولا شبهٌ من الرَّسمِ الموافي صهوة الأسماءِ
في البيداءِ
أو نقْشٌ بدائيٌّ على إيقاع
مِحبرة الفلسطيني!!

كأنّ الأرض أدعوها فتدعوني
أهاجرُ نحوها
الوسطيةُ الأولى لفعل الخلقِ كانتْ في شراييني
وباب اللد من أسماءِ أغنيتي
وليلى في هوى خَلَدي
وإيقاعُ الفتى
من خفّ عن صَبّارهِ
حتى يُجاريني!!

تركتُ لحِجْرهِ همّاً
وفضتُ لسردهِ مع كلّ مائدةٍ
وجئتُ الآنَ أسترعي انتباهي:
يا هوى الإيقاع
لا تتركْ خلايانا مشرّعةً
ولا الأبوابَ موصدةً
ولا البحر الفرات ونصفَهُ المالحْ
ولا شيئاً قريباً من عطايانا
ولا امرأةً تشاكسُ ثورة المعنى
ولا الأبديةَ الأولى
وكنْ للفجر ميقاتاً وسرداباً
إذا أضحى دمي حرّاً هنا
وهناكَ 
والأيامُ واضحةٌ
هنا بَرعوا بِلَمِّ شتاتيَ الواضحْ
فجزتُ اثنينِ منحوتاً على سرٍّ
وجئتُ الأرضَ محمولاً
على
أكتاف
دحنون!!
لكي أصبو إلى وطني
أنا البدويُّ
والقرويُّ
والمنفيُّ
والمنحازُ للمعنى
... يقيناً أنّ لي في كلّ ما تَلِدُ
الثوراتُ أسبابَ التمارينِ
إلى تحرير أصلابي
من العجزِ الذي حُمِّلْتُهُ
مُذ كانَ لي عجز الطواحينِ


إرسال تعليق

حقوق النشر © موقع أحمد الخطيب جميع الحقوق محفوظة
x