وهجرتُ مقهى العشبِ عامينِ



وهجرتُ مقهى العشبِ عامينِ
انطلقتُ إلى الحديقةِ
كان قِطٌّ يشرحُ الأسبابَ
أسبابَ التخفّي
وعلى الأريكةِ كان بعضُ الأرجوانِ
يقولُ للحدّادِ:
يكفي الأرض أنجبتِ الكلامَ حجارةً
والماء أنجبَ طفلتينِ تُصعِّدانِ الموتَ
في حلقاتهِ
ليعيش نصفي

في ليلةٍ شتويّة
والشارعُ العلويُّ خلف النهرِ
يعبرُ في منامي
ما الذي أجرى الحكايةَ في كلامي؟!

طفلانِ منسيّان من زمن الخرابِ
ويقضيانِ الوقتَ في التشكيلِ
قال الأرجوانُ: أنا الدليلُ
وكان مِسمارٌ على خشب الكتابةِ
واقفاً كالموتِ
يهدأُ عابرٌ
ويقولُ أين المستحيل؟!!
ويمرُ حدّادٌ
ونجّارٌ
وسائقُ كان يوصلني إلى عين السبيل

وهجرتُ مقهى العشبِ عامينِ
التقى قلبي على عتباتهِ بدمٍ قتيل
فعرفتُهُ
وذرفتُ أجملَ دمعتينِ
حرّكتُ عن دربي القبائلَ قبل عامينِ
التقيتُ صديقتي في اللحدّ
كان اللحدُ مرسوماً على كفّي
فقلتُ للوحة الفنانِ:
خُطّي الكرملَ
انطلقي إلى حيفا
وهزّي في منامكِ كلَّ إيقاع النخيل
وذرفتُ أجملَ دمعتينِ
رأيتُ إربدَ
والحقيقةُ اسمها زينبْ

هنا وقفَ الحنينُ
تذكّرَ الولدُ  القوافي
قال: لا ألعبْ

إرسال تعليق

حقوق النشر © موقع أحمد الخطيب جميع الحقوق محفوظة
x