كوثر الأسماء



قمرانِ منْ وهَجٍ
على حَجَرينِ يتكئانِ قلبي
قمرانِ يستترانِ عن لغتي
فأهدأُ
ثم أقرأُ
يا يدي طيني طغى
فأعارَهُ قلبي صبابة مِهرجانِ

مولودةٌ تحت النجومِ
وقَيْتُ منْ أسرارها برد الرصيفِ
وزدتُ في جُرُعاتها مصلَ اختفاءِ
الشّكِّ في قوسي المُدمّى
كيفَ أُرمى
جانباً
وأنا ولجتُ البحرَ مُتّكئاً على عُكازتينِ
ولَمْ أرُمْ حقل الجنونِ على تناسخِ عُنفوانِ

مولودةٌ في البحرِ
كان جوازُها يُدلي بحبلِ الظنِّ
كنتُ أشُدُّهُ شدَّا
وكنتُ أريقُ سفحَ القلبِ
لا غليونُ ذاكرتي تقدّمَ نحوها وفْدا
ولا أمّي لها قَبَضَ الفؤادُ على يديهِ
وهزّها جذعاً إلى لغةِ القيانِ

قمرانِ
واسترقا من النبعِ القديمِ ولادةً رعويةً
خذْ من أريجِ النصِّ حرفَ سريرتي
وارق السماءَ
وكُنْ هنا منجاةَ صاحبتي
إذا ذهبَ القتيلُ إلى مساءٍ مُترفِ بالأرجوانِ
قمرانِ يلتحفانِ
نصفَ غِوايتي
وأنا أسوسُ العمرَ أوّلُهُ بكاءُ الناسِ
آخرُهُ التريُّثُ عن حصاني

مملوكةٌ لأبي جوازاتي
وهذا البحرُ
والقشُّ الذي اصفرَّتْ بيادرُهُ
ولَمْ أرعَ التجسُّسَ في ملاءات الغواني

ولَهُ سرابي كلُّهُ
ويدي
أنا القرويُّ
والبدويُّ
والجسدُ اليماني
نفْسي كثلجِ مُحيطها
لمّا أعايشُ 
أو أناقشُ
شهوةً
وألوذُ فيها عن مضارعةِ الحِسانِ
لأرى نوايا الظلِّ تحرزُ كوثر الأسماءِ
تخرج في الصلاةَ على قياسي
لا نويتُ لها بأنْ تُمحى
على سهر الكمانِ


ونسيتُ كأسي في ملاطفتي
وتغريبِ الأغاني
وقفزتُ عن حرفينِ
أوّلُ جملتي حَذفُ المرايا
والسبايا في مباني الموتِ
تعريبُ المباني
يا أيّها المبنى
إذا زوّجتني ليدِ النحوتِ
فكنْ على باب الخلافةِ والنعوتِ
كسنديانٍ عالقٍ في الريحِ
مثل طريدة الحجرِ المُكّسَّرِ للطِّعانِ
الله من تركيبةِ المبنى
ومن سَفَرِ الرحيلِ على لساني

أشعلتُ جذرَ القمحِ في ليلي
وغلّفتُ الندى بجمالهِ
ونحتُّ ظلي
هل نحتُّ
ولَمْ أرَ الوجهَ المخاتلَ تحت رابيةٍ
ولَمْ تنقشْ أصابعها على باب المكانِ

يا سهلَ أيوبَ
المرايا كُسِّرتْ طرباً
وما عثرتْ على حورانَ قافيتي
فنعّمتُ الحروفَ
لحاجة الصقرِ المُقيَّدِ في الحِرانِ
وعلِمتُ...، أنْ أمشي إلى كأس المحيطِ
وأنْ أشيحَ بناقتي ولَهَاً
وأنْ أُصغي إلى روحي
وأعقرها إذا نَعسَتْ كطير الماء
كالدفلى يغارُ إذا أتيتُ مرارةً في الخيزرانِ
وعلمتُ...، أنَّ الأرض كمّثرى
تدورُ كماردٍ في الجِلدِ
نحتُ ملاذهِ ليلٌ
وتحت جناحهِ عُمْرٌ تخطّى سرّهُ
وأتى يعبِّئ حاجتي
لقراءةٍ أخرى إذا نحلتْ بياني

وكانَ دمعُ السيفِ يوقعُ ضربةٍ
رمّمتُها كالعودِ
ثمَّ جعلتُها
كالريحِ تخطرُ في هوائي
مثل أغنيةٍ تقولُ إذا تأخّرَ صاحبي
عن جعبتي
هذي فصيلةُ سيرتي
فابدأْ
ولا تحفلْ بمن عبروا طريقَ الشّكِ
واختاروا التجسُّسَ
فاستوى عُودُ البنفسجِ
مع صرير الخيزرانِ

قمرانَ في لغتي
أنا
والماءُ زمزمَ كأسهُ
وانشقَّ يبحثُ عن سحابٍ أبيَض المعنى
فمنْ ذا يتّقي حرَّ الرسالةِ
ثمَّ يعكفُ صالحاً في نفسهِ
ويردُّ أحشائي
إلى ليلٍ قصيرِ النجمِ فاني؟!


قمرانِ في لغةِ القصيدةِ يُنشئانِ
وصايةً للناسِ
هل ظنّا عليَّ
وخيّراني؟
أنْ أعودَ لحرفِ أنثاي التي أدمنتُها
ووصلتُ إيقاعي
وقد فَرَغَ الحوارُ من التداني
كي أعودَ إلى أبي
وأحيطُهُ  عِلْمَاً 
بأني قد سمعتُ وشايةً
في القبرِ تحذفُ رسمها
وتُعيذُ أمّي من مرارتِها هُنا
وتفكُّ حيرةَ ظلّها بالزعفرانِ
وأنا المُدلّلُ
والمُقتّلُ
والمُعلَّلُ
والمُجندلُ
والمُبللُ
والمحوَّلُ في مسائكَ
والمُقبَّلُ سيرةً أخرى
وتنساها كثيراً
والمُفعّلُ غبطةً لذواتِ جيراني
وأرحلُ
والمُعطّلُ
والمُبجّلُ
والمُظلَّلُ بالغمامِ
وبالسحرْ
وأنا التقاءُ النهرِ بالهرِّ القتيلِ
وبالنساءِ
وبالمطرْ
وأنا المُفضّلُ
والمُحلِّلُ
والمُحلَّلُ
والمُكلَّلُ بالحجرْ
وأنا استواءُ الهمزتينِ على حذرْ
وأنا المُعدِّلُ طفرةً في كفِّ داليةٍ، وأزجُرها
وأدخلُ في الصبوحِ مع الأذانِ

وأنا المُعدَّلُ
والمُؤمَّلُ
والمُؤمِّلُ ثورةً في كلِّ ضاحيةٍ
ترى وقتَ اصطفائي وانتشائي
والتياعَ الكأسِ في حانوتها
وإذا قضيتُ فَمِنْ ضجيج الناسِ
حول السِّرِّ في تكوينِ أسمائي
وقد رحلَ الربيعُ
وقال قلبي ليس في التكوينِ ثاني!!


إرسال تعليق

حقوق النشر © موقع أحمد الخطيب جميع الحقوق محفوظة
x