أمشي بطيئاً وأملأ كاسي



1- مزاجٌ جديد



لأنّي أعيشُ الخريفَ الأخيرَ لجاري
وأَبْني لَهُ طاقةً للفَرَجْ
أرى غَيْبَةً للعَوامْ
كذلك شيئاً قريباً مِنَ الحَدْسِ
يَدْلُقُ رؤيا البناتِ اللواتي خَدَشنَ الزّحامْ
وأَخَّرْنَ عُرسي
لأرْفَعَ بنيةَ هذا الدَّرَجْ
لأنّي أعيشُ المَزَاجَ الجديدَ لِطِفْلَيهِ
أغدو وَصِيَّاً على جارتي في المساءِ
وأعفي انْدِلاقي على بابها
ثُمَّ أمشي بطيئاً
وأملأُ كأسي بماءِ الحَرَجْ!!

2- حُدوس



حَدْسٌ على ضُوءِ الأصابعِ يَقْوى                
ألْبَسْتُهُ نوراً
فأَيْقَنَ زَهوا
وعَبَرْتُ في أحلامِهِ مُتَرَنِّحَاً                      
ثَمِلاً
فصارَ حقيقةً تَتَلَوَّى
وهلكتُ بعدَ غيابهِ إذ صَرَّني ريحاً
على أيِّ الجهاتِ ونَجْوى

هو رايتي في الكَشْفِ عَنْ أمراضِهِ    
وحقيقتي
الحُبُّ أصبحَ عَدْوى
لم أنتبهِ للناي
هل قَصَبٌ هُنا           
أمْ نارُ من ألِفَ الحبيبُ وبَلْوى؟!
حَدْسٌ
بِضاعتُهُ
حُدوسٌ ثَرَّةٌ         
مَلكَ الحرائرَ بالحنينِ
لِتُكوى!!


3- لكَأَنّمَا


قلتُ سَأدخلُ التَّمْكينَ من لغةِ الحواري
كي أعيشَ مُتَيَّمَا
وسأدخلُ التَّجْريبَ
أبدأُ مِنْ إطارِ اللوحةِ الأولى
وأهتفُ أيْنَما حَلَّتْ رياحُكِ
سوفُ أزْرَعُ بَلْسَما

كَمْ سيرة للوَصْفِ قلتُ سأَجْتَبي
لِتَمُرَّ ريحُ الأرضِ
تَسْقي مِنْ يديكِ حديقةً
فيها إِناثُ يَعْتَمِرْنَ وِصَالَنا بالعَزْفِ
أوْ بالشِّعْرِ يَحْرِفْنَ اللمى!!
بينا أنا الماشي على مَهَلٍ
وأَرْضَعُ غيمةَ التِّذكارِ بعدَ هُطولِها الهادي
أُقيلُ سمائيَ الأولى
وأخْطُفُ مِنْ تَوَرُّدِها دَمَا
لِتظلَّ سَقْفَاً واقِفاً في رُكْنِهِ
وَبِلَحْنِهِ تجتاحُ أغنيتينِ حَرْفُهُما
على أيدي الغوايةِ صارَ إيقاعاً
تَفَلَّتَ مِنْ ضَمير الغَيبِ
واقترفَ العَمى!

لكأنَّمَا
هيَ حصَّةٌ للموتِ تَقْنَعُ بالبياضِ
أواخِرَ الفَصْلِ الذي عَدَّلْتُهُ
مِنْ بعدِ تَهْيِئةِ الفُصولِ جميعِها
لتكونَ أوْعى مِنْ تَلَطُّفِ عَنْزَتَينِ
على جَبَلْ!
لكَأنَّمَا
هيَ حجَّةُ الإرثِ التي سَقطتْ على الأبناءِ
بعدَ رحيلِ والدهمْ
وكانوا يُنْشِئُون لِمَقْدَمِ الأحفادِ أقفاصَاً
مُوَشّاةً بثوبِ الخَيْرِ
يَقْتَنِصُونَ أرصفةَ الأملْ!

لكَأنَّمَا انْحَرَفوا على سِكَكٍ مُغطّاةٍ
بماءِ الغبطةِ الكبرى
ومَرّوا في نسيجِ الأرضِ مُعْتَلّينَ
مَنْفيينَ
أوْ

هيَ حجَّةٌ لكَأَنَّمَا!!


4- ليس بيعاً



ليسَ بَيْعَاً
ولا رُواقَ لِمَجْلى   
كلُّ شيء على النَّوازعِ يُتْلى
كنتُ أرْخَيْتُ نارَهُ في شِعابٍ ثرَّةِ الرَّمْلِ
والغوايةُ جَذلى
وهْيَ أُرْجُوزةُ العَوالِمِ سَرْدَاَ         
كالضُّحى في بياضِهِ يَتَقَلَّى
أَذْعَنوا للضَّياعِ سُوقَاً ومرعى     
فاسْتَقامَ الغُبارُ حين تَوَلَّى
سَوفَ أرْعى عُلوَّهُ في بِقاعٍ     
ثُمَّ أحتاسُ يا إلهي
وأبْلَى

إرسال تعليق

حقوق النشر © موقع أحمد الخطيب جميع الحقوق محفوظة
x