حُرِّيَّة



مَعَ كلِّ شَمْسٍ فكرةٌ تَتَمَشّى         
لغةٌ
ولَمْ ينظُرْ إليها الأعشى
يبدو سَجاها في اللغاتِ جميعِها   
ما لَمْ تَعُدْ كالريحِ
سَرْوَةَ مَمْشى
حَجَزَتْ مَدارَ اثنينِ مِنْ وثباتِها   
شَرْقَاً يَقَرُّ
وغَرْبُها لا يُنْشى
لو طاولتْها في العلا أنعامُها      
لرأيت مِنْ قَفَصِ الحياكةِ عَرْشا
لكنَّها أَرْخَتْ حِبالَ ظلامِها        
فَحَسِبْتُها في الطّينِ مُضْغَةَ أرشا
وَدَلَقْتُ أوقاتي لأمْسكَ حبرَها    
وكأنني أَمْسَكتُ في الاياتِ كَبْشا

بانَتْ
فأصْلَحَها اتِّصالُ قصيدتي   
مَعَ غيمةٍ تصِلُ المنازلَ عَطشا
ما أَبْرَأتْ جَسدي
ونِصْفَ غوايتي    
لَمَّا بَنَيْتُ مِنَ الغوايةِ جَيشا
حَضَرَتْ بِمُجْمَلِها اتِّقاءَ شَظيّةٍ      
وتَوَسَّعَتْ مثلَ البيادرِ قَشَّا
أَوْلَيْتُها نَهْرَ الشُّروقِ
مَسارُنا أنْ نَسْتردَّ مِنَ الخُصوبةِ نَقْشا
هَدَلَتْ كمثلِ حَمامةٍ في شُرفةٍ     
بحثاً
وكنتُ أرشُّها
بالدَّمِّ رَشَّا
حتّى إذا حَضَرَ الهواءُ إلى يدي  
نَصَبَتْ لأفراخِ السَّحابةِ عُشَّا
لَمْ تَعْلَمِ المعنى
وحِجْرَ قَرارهِ     
إذْ نامَ عَنْ عِلَلٍ وَغَيَّبَ وَحْشا
وكأنّها لَمّا حَمَلْتُ خطابَها        
جَزَعَتْ
ولَمْ ينظرْ إليها الأعشى
فَقَصَرْتُها قَصْرَ المُحِبِّ لخوفهِ
مِنْ خَطوةِ في الريحِ
تَحْمِلُ نَعْشا
  

إرسال تعليق

حقوق النشر © موقع أحمد الخطيب جميع الحقوق محفوظة
x