أوَّلُ الرَّقصِ حَنْجَلة



في بيتي
تجلسُ لُعبةُ ريما
وعلى آخرِ نُقْطَةِ ضوءٍ في الشُّبَّاك الخَلفيِّ
ثلاثةُ أقمارٍ
قَمَرٌ للجارةِ قبلَ تَوَحُّدِها
قَمَرٌ للطَّائر في قَبْضَةِ عيسى
وهوَ يَزُمُّ القَفَصَ إلى آخرِ نُقْطَةِ ضوءٍ
في البيتِ
ولَمْ يُفْلِتْهُ بتاتاً
حتّى حينَ أشارتْ قِطَتُهُ الشَّقراءُ إلى الشرفةْ
قَمَرٌ للشَّاعرِ
في نُسْخَتِهِ الأخرى
وأُضيفُ إليها
قَمَراً للصُّدفةْ
هذي الأقْمارُ لها هالاتٌ خضراءُ
وَسَرْدٌ للضُّوءِ أمامَ المعنى
إذ يَعْمُرُ ألفاظَ الليلِ بكأسِ اللهفةْ
أوْ يَتَشَهَّى عُرجونَ الأوقاتِ
لِيَدْخُلَ بينَ البَيْنِ
وتقصيرِ الرّغباتِ إذا انْشَقَّتْ أرضٌ
وابْتَلَعَتْ قَدَمَ الحارسِ
واغْتالتْ أشجارَ السَّرْوِ الرّطبةْ

بينا امْرأتي تَقْطُفُ لي حَبَّةَ ليمونٍ
لِصُداعٍ مَرَّ قريباً مِنْ ذاكرةِ الريحِ
رأيتُ البَرْدَ يَكرُّ مِنَ المزرابِ
وفيهِ طُيورٌ حَمْراءُ مُقفاةٌ بهواجسِ حربٍ
تَسْتَطْرِدُ في نومي
لكنَّ الغُصنَ العالقَ فوق السَّطحِ تأنّى
وافْتَعَلَ الحَربَ
فَحَمْحَمَتِ الرُّكبةْ

أطفالٌ يَلْهونَ على ثوبِ الأرضِ
أمامَ البيتِ
وَمَشّاءون
نِساءٌ يَحْفَظنَ رقائقَ قلبِ الشَّاعرِ
حين يَمُرُّ
وجلّادونَ كسالى
وامْرأتان تُعدّان طريقَ الصَّفصافِ
ولا تَنْتَوِيانِ هُروباً نحو العشقِ
ولا تَنْسَحِبانِ مِنَ المشفى
وبلادٌ لَمْ تَسْتَيْقظْ مِنْ دَهْشَتِها
بعدَ خروجِ النَّاسِ إلى المنفى
ذلك أَصْفى
ذلك ما ألِفَ الشَّاعرُ مِنْ قَصَصِ الجيرانِ
وهُمْ يمضون إلى فجرٍ منقبض الضُّوءِ
ومنقبض الريحِ
تماماً كالأرضِ الشَّهباء
إذا ابْتَلَّتْ ساقاها مِنْ نَبْعٍ
راحَ يُفجِّرُ سِرْبينِ عَتيقينِ مِنَ الإيقاعِ
وذلك حين أصابَ العينَ
رمادُ الأقمارِ
وَسَنْبَلَ رؤيا الماءِ
على مَجْرى العَتَبَةْ

إرسال تعليق

حقوق النشر © موقع أحمد الخطيب جميع الحقوق محفوظة
x