حارس المعنى



ويستند الغبارُ على يدينِ
من التعرُّقِ
ينتهي حدْسي
كأنّي أدفعُ المعنى هنا
وهناكَ أشتقُّ السّما من جملةٍ عفويةٍ
فتدبُّ في النسيانِ راحلتان
وامرأتان تحتسيان في وطني
جواهرَ حيرتي
وندى صعودِ الزفرة الأخرى إلى رأسي

أنا جمرُ الحقيقةِ
حاجةُ الإدمانِ للنجمِ المضيءِ
وغايتي صكُّ الحروفِ على مرافئ سيرتي
وبدايةُ التكوير للقوسِ

فأسي مِنَ الجذع الذي تركتْهُ
كفُّ الريحِ، حين تطايرَ الوقتُ
اخترقتُ سفينة التكوينِ
لَمْ ألقَ الصّبا
وأبى دمي أنْ ينتمي لغيابةِ المجدافِ
لَمْ ألقَ الذي وَرَدَ الصدى
في غابة الشمسِ

كُنْ أنا
ويدي، وأخماسي
إذا اختمرتْ سويعةُ وقتنا
وتعاجلتْ أصواتها في لعبةِ الجِرْسِ

شعاعي نصفُهُ كحلٌ
ومِروَدُ قامتي في البيتِ
أنتظرُ الأنا
فيردّها شجري إلى بابي
فألفظُ نصفهُ المختومَ بالحناءِ
أنتظر الفتى
فأرى بنفسجة الطريقِ على الآرائكِ
سبحةً تمضي إلى عرسي

الشّعرَ ينسجُ طاقة الرؤيا
فيدركُها أبي
فأبوحُ: يا بيتي أنا المحتاجُ للمعنى
وأمي شتلة الليمونِ للشعراءِ
يعتكفونَ خلفَ ظلال أقراني
وعنواني: طريقُ البأسِ واللايأسِ
فاقرأ يا دمي طقسي
لأغرِفَ من صلاة الحرفِ
شكلَ الصّرفِ
إيقاع الجوى والنزفِ
منديلَ اشتهاء العازفاتِ
خيامَ زينبَ والتواءَ الرقصِ
تفّاح الكتابةِ
والغيابةِ
والسّحابة
والصبابةِ
والغرابةِ
وانتجاع السيفِ في لغةِ الكفايةِ
والغوايةِ
والكنايةِ
والسّقايةِ
والجبايةِ
والنهايةِ
واندهاش الصّقرِ حين يمرُّ قلبي
باتجاهي
فيا سَفَري الوجاهي
لا أنا في سكة الإيماءِ أنظرُ
طرْفها حَذَراً
ولا لغتي تضارعُ شكلها العفويَّ
لا ورقي يضجُّ من الكتابةِ
فاتَّبعْ جسدي
ولا حجلي هنا
ولا لغتي سفرجلُ في مياهي
ولا أنثى حنيني
هل طوى قلبي ظنوني؟!
وانتهى
وأقامَ في لغةِ فِعالَ الحربِ
أينَ الحِزبُ يُنكرُ شهد أحلامي
على بابي
وأينَ تفتّح البحرينِ
أين قيامتي
وعصاي؟!
أين مكاحلي
 ورضايَ
أينَ سقايتي؟
لأقولَ: يا باب المخيّم
كان لي ولدٌ وجسّدني
فأبكتني رؤاي
وأقول: يا سطح المنازلِ
هل رَقَمْتَ من الخيولِ على الجريدةِ
صدرها، لتمرَّ مثل حمامةٍ حمراءَ
في ليلٍ قتيلْ
يا أيّها المعنى البديلْ
نحوي أنا هذا الغمامُ
وكلُّ أنثى لا تني في نفْسها ريحٌ
يُضارعُ صمتها حزني النحيلْ
هذا أنا يا بيتُ صاحبني الخروجُ من الدخولِ
وقامتي مرويّةٌ فاهدأْ
أنا لي وِرثةُ السيف الصّقيلِ
وإخوتي جبلوا دمي
فأبيتُ قتلي
وانتبهتُ إلى البكاء المستحيلِ

نصفي رأى آياتهِ
في لعبة الحربِ التي تصدأ
هنا... وهناك يا حرفي انتهيتُ إلى فمي
فوجدتهُ يسعى إلى كأس الأصيلِ
أتيتُ سكانَ البنفسجِ
قلتُ يا امرأتي: هنا زينبْ
هنا تنمو مع النهاوندِ في الحلم الجميلِ
فيختفي يأس المرارةِ
وانتظاري لعبة العزفِ
هنا قصفُ الأيائلِ تحت حبل الموتِ
زينبُ قوّمتْ ضلعي
ووارتني عن العينينِ
قلتُ لمولِد التفّاحِ: سوف أعودُ من لغتي
إلى الفوضى
لعلَّ بقية المعنى
تغازلُ في الندى أنثاي
قلتُ لحارسِ النصِّ: انتظرْ؟!
أنا حارسُ المعنى
ولي لغتي
وأتبعُ في الدلالةِ كلَّ ما كشفتْ يداي

وأعودُ أنسخُ طاقة الموجِ التي
طرقتْ سواحلَ حيرتي
برضاي

إرسال تعليق

حقوق النشر © موقع أحمد الخطيب جميع الحقوق محفوظة
x