حارس المقبرة



      -1-
على النارِ أن تخرج الآن منّي
وأن تدمغَ الريحَ بالثرثرة
وأن تستعدَّ لغسل ثيابي
وأن تخطف الحبرَ من رقّة المحبرة
لكي أستزيدَ جمالاً
وأصعدَ من طاقة المقبرة

      -2-
الصفائحُ مطويّةٌ في وريد خَشِنْ
الخميرةُ في أوّل الليلِ
يَعْقِدُها حارسُ المقبرةْ
السُّكْرُ من غير سُكْرٍ
وهذا الطريدُ من اللافتات
كلُّ شيءٍ له ما يسمّيهِ
فاذهبْ إذن يا دليلي المَرِنْ
إلى نصّ جرح الحياةْ

      -3-
وقرأتُ من لَدُنِ الكتابةِ
سبعَ آياتٍ
تباعاً في كتاب المغفرةْ
خوفاً على قلبٍ تفطّرَ
منْ هواء المحبرةْ
زوّجتُ أغنيتي
لعفو المقْدِرَةْ
وتركتُ للشبحِ الطريدِ من الولايةِ
حيّزاً يغفو بهِ
في ظلِّ تلك المقبرةْ

      -4-
قال المعرّي
وهو يرجع بالفتى
لقصيدةٍ أولى
بناها في مراياهُ الضريرةِ
كلُّ شيءٍ قابلٌ للانزياحْ
إلا دم الأنثى المُصفّى
وهو يذرعُ في العروقِ
إلى الصباحْ

      -5-
رُمّانتان لواحدٍ مثلي
ومثلي لا يقشِّرُ حبّةَ الرُّمانِ              
رمّانتان لواحدٍ مثلي
دفعَ السبيلَ إلى الهواء المستحيلِ
فهل أقولُ لواحدٍ مثلي
يكفيكَ ما أنّثتَ من هذا الزمان!


إرسال تعليق

حقوق النشر © موقع أحمد الخطيب جميع الحقوق محفوظة
x