هُم هكذا



كلما نَعِستْ عيوني
أوقفوا جفني عن الذكرى، ومرّوا
كان رمشي يرشد العمّال للمنفى
وكنتُ أحاصر المبنى بأشلائي

كلما نعستْ على شرفاتِ ليلى
أوقفوها قبل أن يمضوا إلى أحداقها
فبصرتُ بالأسماءِ
زيّنتُ الجبالَ
وعدتُ أقفلُ في المنام سمائي

هم هكذا فرّوا أمامي
فاستدرتُ إلى بلادٍ أوقفوها
عن غنائي
ولأنّ رايتها إلى غيمٍ قريبٍ من حدائي
تردُّ الماءَ
أكسِرُ جرّتي
وإنائي

طفلي على ساقينِ
من خشبِ المقام
يحيل إلى الكتابةِ بعض أشيائي
وينسبها إلى معنى الخيامِ
ويدي فراغ الظلِّ
حيث الأرضُ تفتحُ صدرها
للذاهبينَ إلى الغمام
وأنا 
أنا مذُ أزلفَ الحبُّ الجنائنَ في طريقي
عدتُ للمعنى أطاردهُ بدائي
ولأنّ قامتها النجيّةَ بعد مرحلتينِ
من سرد الغيابِ
تعيرُ سكّانَ البلادِ معاولَ المنفى
ولأنّها تجري إلى رضوان أيامي
أزوّجها لنسياني
أنا العربيُّ إذ أمشي
إلى جسر الفتوحِ
وأنتهي في بيتِها
والدربُ ينشرُ سروةَ الإيقاعِ في الصحراءِ

وهناك في البيتِ المُعنّى
للخروجِ إلى الطريقِ
مدارسُ انتشر الرعاةُ على يديها قارئين
وكنتُ أوصلتُ المساء إلى الغيومِ
لتمطرَ الأسماءُ في الليلِ الطويلِ على الكنايةِ
وانتظرتُ الأرضَ تنهلُ من يدي
فرأيتُ غزلاني ورائي!


إرسال تعليق

حقوق النشر © موقع أحمد الخطيب جميع الحقوق محفوظة
x