عينٌ في الفراغ وقهوتي مُرّة



لستُ مؤهّلاً للربحِ
لكنّ الخسارةَ قسمةٌ ضيزى
وأوجاعٌ مُدمِّرَةٌ
وعينٌ في الفراغِ
وقهوتي مُرّةْ

صَعَدَ الفتى في الليلِ دهشتَهُ
وكانَ الصقرُ في الأعلى يُعرْبِدُ
ثمَّ بين الضوء والذكرى
حوارٌ طاعنٌ بالسّنِ
أُميونَ يستترون بالحرفِ البديلِ
ويقطعونَ الجسرَ
والأشياءُ مُنهمِرةْ

هل في منامي طينةٌ مرئيّةٌ
روحٌ هنا
وهناكَ أسبابٌ لتقطيعِ الشوارعِ
هَبّةٌ للغصنِ في فصل الخريفِ
وثورتي حُرّةْ؟

سأنشُرُ دفةَ التاريخِ في عرض الرصيفِ
لكي أرى مُدناً تغارُ من الحديقةِ
في سلوكِ الأمر
والأسماءُ في نُصُبِ الخيالِ
كما يراها سائقُ التاكسي
وجاري نادل المقهى
وعمّالُ النسيجِ
وبعضُ أصحابِ التسكّعِ
حارةً للّعبِ مُستترةْ
لستُ مُؤهّلا
لجوارِ أمي في منازلها الأخيرةِ
للتوابيتِ الرّحيمةِ
لانزلاق الحرفِ عن قبرٍ قريبٍ من يدي
لأبي الذي لَمْ يكمل الخمسينَ
كان يشعّ نوراً
لا يظنّ بأنّ مسافةً بين الخريف وضدهِ
سورٌ من النسيانِ
بعضُ الشكل في لغة المرايا
غير أنّي في أموري كلّها
أُقريهِ إيقاعاً من المعنى
وأسألهُ كما لَمْ يسألِ الصوفيُّ:
هلْ مرَّ الخيالُ على يد المنفى
ليَشْكُلَ صورةَ الغيبِ القريبِ
من المجرّةْ؟

ضدانِ من قلقٍ على معنى الرحيلِ
إلى البلادِ
وحاجتي في كلّ ما في الأمرِ من قلقٍ
على أبنائيَ الماضينَ  أشجاراً
نرتّبها على مَهلٍ
لنقذفَ بالحياةِ إلى صداها
ثمّ نعرجُ ضاحكينَ كما نظنّ
على يباس الأرض في الصحراء
في سرّ السرابِ
نظنّها في رحلةٍ للرملِ مُنتشرةْ!              

وترٌ
وأحلامٌ
وغرّةُ شاعرٍ
ودمٌ على شرفاتِ أغنيةٍ
وثمَّ وجوهُ في عرض الطريقِ
على طريقِ نجاتها سورٌ
وباطنهُ غبارٌ
ظاهرُ الأشياعِ في هذا الصراطِ
مناطقٌ للموتِ مُستعرةْ

الناسُ في شُغُلٍ
وعينُ الأرضِ مُنتظرةْ

رَسَمَ المُحبُّ على نخيلِ القلبِ
أطيافاً من الماضي
فهل علِقتْ مجرّاتٌ بصاحبها
وهل ألفيتُ في حضن الصدى ثورةْ؟!

هو شاعرٌ
ويدي تُخيطُ الأرضَ
والأشياءُ مُستترةْ؟!

عبرتْ بنا ريحٌ
فضجّ البيتُ بالزُلفى
ولَمْ يأنسْ لحضرتها
حمامٌ باتَ في الشرفاتِ
محَمولاً على ريقي، ولَمْ يأنسْ
فكلُّ مصائبي طفرةْ!

هيَ ثورةُ الأسماءِ
دُليها على بابي
لأنجو من قرارِ السنديانِ
يفرُّ في أرضٍ معشّبةٍ
إلى أرضٍ بلا أعشابَ
دلّيها على صوتي
لأنفرَ منْ كلام طائشٍ
تخضلُّ في سكناتهِ روحٌ
ويمنحها صلاةً للرحيلِ
إلى كلامٍ طائشٍ
ودمٍ مُعافى منْ هديرِ اللّبِّ
في الثمرةْ!
ودلّيها على كفّي
أصابعُ حاجتي وترٌ
وغايةُ سيرتي مطرٌ
وشمسي حُرّةٌ
حرّةْ!
وميزةُ هذه الأخطاءِ
أنّ الأرضَ مُستعرة!



إرسال تعليق

حقوق النشر © موقع أحمد الخطيب جميع الحقوق محفوظة
x