وطنٌ واحد

وطنٌ واحد


كان في دارة النجمِ
يدنو قليلاً من الوردِ
حتى يظلَّ له الأمرُ طوعاً
وكان يصوِّرُ مأساتهُ
 ويدافعْ

وطنٌ لَمْ يرَ الموتَ
لكنهُ ظلَّ قيدَ الكتابةِ
يرفو الصدى بالحصى

كان في ليلهِ
حائراً بين سطرين
ثمَّ اختفى وقعُ أقرانهِ في المدى
غير أنَّ الندى
لَمْ يزل خلفَهُ
طائرٌ من رماد النهى

كنتُ فيما انكشفتُ عليهِ ضحىً
يستبي ظلَّنا شجرٌ مالحُ
شجرٌ من رماد التواريخ في النهرِ
من خطى حارةٍ سوَّغتْ قتلَهُ
في براري الخيام
من رؤى حارةٍ أبطأتْ ظعنها
واحتفتْ بالرحيل الأنيق
إلى عتمةٍ مقلقةْ

أيها الأبيضُ المتَّسِقْ
في نهارٍ يكلِّلهُ الصَّدفُ المحترقْ
أيها الأبيضُ الفالتُ الآن
من عُنْقِ هذي المدارات
يا غصنَ أغنيةٍ فاتها الفوتُ
نحو الرصيف الذي باغتَ الآخرين
أيها الأبيضُ الكاتمُ الصوتَ
خذني قليلاً
قليلاً
إلى شاهدِ الأرجوان

أيها الأبيضُ المتَّسِقْ
لا تشي بالرحيل
لا تشي بالنقط
كلُّ شيءٍ عُرى من خبا
كلُّ شيءٍ نبا
كلُّ شيءٍ غلطْ!

وطنٌ نام في ليلهِ
وطنٌ حرثهُ في سُرى فألهِ
وطنٌ واحدٌ بالتمام
قلتُ حين نما حائراً:
كيف تروي القوافي
وأنتَ قليلُ الكلام

وطنٌ جرَّدَ الغابةَ الماثلةْ
وانتهى في سرير الصراع

وطنٌ لَمْ يزل شاهداً
كيف روَّى الثرى
وانتهى في الجروح
وطنٌ لا يبوح
كان في موتهِ لا يمانعْ
غير أنّا  كثيراً حملنا عليهِ حكايتنا
فاستبتهُ الزوابعْ

جوَّفَ الليلَ ثمَّ اختفى
وانتفى من لهيبِ الشوارعْ
غيرَ أنَّ الذي بيننا وطنٌ واحدٌ
غير هذا الذي في عروق الزوابعْ!!


المقال السابق الشرطي
المقال التالي نواة الهوى

كُتب بواسطة:

مقالات أخرى قد تهمّك

  • حالات باتجاه القصائد إلى خالد أبو حمدية 1-   نقوش دربي موحلةٌ ويدايَ مقيدتان وسواكَ الموتْ الثوبُ الأبيضُ أنقى أ…
  • راية رايةٌ وتوارتْ فظلَّ الصدى حائراً كيف يغدو قريباً من العشبِ والسفحُ ظلَّ طوال الثلوج معط…
  • ثَمَّني           -1- أخطبُ الآن ودَّ الأنوثةِ في القو…
  • جدول جدولٌ جاء نحوي ولكنني ما حجبتُ البروق التي في السماءِ   لأرسل ما ظلَّ مني غيوماً فما …

0 Comments: