ذات واحدة



أربعة كنَّا "1"
نسقي أرضَ الحيرةِ
ما يكتبُهُ الواحدُ مِنّا
عن ألوانِ التيهْ

أربعة كنَّا
نتقصَّى خبراً عن أيلةَ، "2"
خبراً ما
عن زمن ما
وينامُ على حاجتنا
فيما نتوارى تحت الماءِ
وإيقاع الترفيهْ
أربعة كنَّا
نستصلحُ ما أخذتْهُ الرحلةُ مِنْ حَيْرَتِنا
حتى تبيضَّ وجوهٌ
أو تسودَّ وجوهْ

كلٌّ مِنَّا يحتلُّ البحرَ
يطوفُ على ثوب البحرِ بأسماء البحرِ
ويفتحُ نافذةً لعبور النرجسِ
يقرأ ذاكرة الموجِ
وأحلامَ الناس المنسيينَ
يعودُ إلى غرفتهِ
يحلمُ أنْ لا يرجعَ مِنْ موتِ الموتْ
كلٌّ منَّا في يدهِ سرُّ أبيهْ

أربعة كنَّا
لا يسحبُنا نحو البرّ
ولا يتركُنا حالُ الموجِ إذا نِمْنا
كلٌّ منَّا
يتنفَّسُ مِنْ ذاكرة الآخرِ
قال البحرُ لنا: إنَّ الموجَ تكسَّرَ
إذ حاولَ أنْ يرسمَ في لوحتهِ
ما ترسمُهُ الصُّحبةُ مِنْ فيضِ محبتِنا
حين خرجنا مِنْ أرض الحيرةِ
قالتْ أيلةُ: إنَّ البحرَ الأحمرَ
علَّقَ في لوح الرحلةِ ما يكفيهْ

هل كنَّا حقاً أربعةً؟
أمْ كان الواحدُ منَّا يتخيَّلُ ذاتاً واحدةً
تستنطقُ ذاتاً واحدةً في حقل الرحلةِ
أم أنَّ الشَّمسَ هنا في أيلةَ
كانت تُسْقِطُ ظلَّ الملكوتِ
على وجه التشبيهْ

هدا ما لا تعرفُهُ الحِكمةُ
والأسطورةُ
عن بحر عمَّدَ شاطئهُ بالصُّحبةِ
حتى مِنْ فرطِ الحيرةِ
في أرض الحيرةِ
قال السُّكانُ لهُ: والموجْ؟
قالَ لديَّ مِنَ الصحبةِ ما يروي عطشي
إن هبَّتْ ريحُ الصحراءِ على أيلةَ
_ ذات ضُحى _
وأنا مِنْ ماء الصُّحبةِ 
في يوم ذي عطش أرويهْ!!




_______
1-  عبدالله رضوان، محمد مقدادي، زياد أبو لبن ، وأحمد الخطيب
2- أيلة: من أسماء مدينة العقبة

إرسال تعليق

حقوق النشر © موقع أحمد الخطيب جميع الحقوق محفوظة
x