سُنَّةُ التَّكوير



قطفوا مِنْ سروال الحاجةِ
ما يُوْصِلُهم بنهار أخفاهُ العالَمُ
عن ريقِ الأطفالِ، ولَمْ ينتبهوا
لحقيقةِ أنَّ الأرضَ تدورُ
كما أنَّ زمانَ الإيقاع على وترِ
الكلماتِ يدورُ

هربوا مِنْ منزلة وسطى
لعيون تتحدَّى عينَ الصَّقرِ، وناموا
بعد صلاة الاستسقاء على حَجَرٍ
جنَّبَهُ الموتُ كثيراً مِنْ إيقاع الكلماتِ
وناموا تحت عرائشهِ
مثلَ جناح الذكرى
ونَسَوا أنَّ العينَ على سُمْرَة حاجبها
تكشفُ غُرَّتها وتدورُ

عادوا مِنْ جلجلةِ الصوتِ
إلى ما يخفقُ في الثغرِ  مِنَ السَّنةِ الأولى
لكلام حازَ قلادتهُ مِنْ عُمْق البحرِ
فشاهدتُ رياحاً لا تشبهُ
ما في الداخل مِنْ ورقٍ صوفيٍّ
يختارُ مقام ولادتهِ
مِنْ حَجَرٍ طافَ على إيقاع ولادتهِ
لكنَّ الرائي
قال  أراعي
إنَّ الأرضَ تدورُ
وزمانَ النعي يدورُ
والواقف بين البينِ على ما فيهِ مِنَ الفوضى
ذات غناء يحملُ جمرتهُ ويدورُ
والقابض مثلي سنةً أخرى
في سنة أخرى
يحملُ مِنْ لَدُنِ الذاكرة الأولى
بيتاً لولادة إيقاع التربةِ
يختار مقام ولادتهِ ويدورُ

مِنْ سنَنِ الكونِ
دمٌ يعبرُ خطَّتهُ في الرسمِ
ويرسمُ شيئاً
لا يقبل أنْ يتغيَّرَ تحت لحاءِ الأشجارِ
ولكنْ يقبلُ أنْ يصبح مائدةً
لرماد الألوانِ
ويعبرُ في خطَّتهِ
مِنْ غيم طوَّحَ في الأرض
جناحَ نعاس الريحِ
وما زال على وفرةِ إيقاع الشِّعر
يدورُ
مِنْ سنَنِ الريحِ
أنا الظاهرُ في الرسمِ
وأرسمُ ما لا ينساهُ الأطفالُ مِنَ اللوحةِ
ماءً يتسرَّبُ مِنْ بين أصابعنا
يمهرُ كلَّ حجارتنا بالنقشِ
ويعبرُ مِنْ باب ولادتهِ
أرضاً سجَّلها منذ صراخ الفجرِ:
أنا لا أحملُ توقيعاً
يخرجُ عن سنَنِ الماءِ
وينسى أنَّ الأرضَ بلا دمنا
في الإيقاعِ مقامُ جوارحِها بُورُ

إرسال تعليق

حقوق النشر © موقع أحمد الخطيب جميع الحقوق محفوظة
x