وقلتُ لبرقوق هذا المساء
أنا حالبُ الأرضِ من غرّة الفجرِ
من غيمةٍ في سراديب هذي الأصابعْ
أشاهدُ ما قد يجيءُ نهاراً
وأحمي صدى مُهرتي
من جنون المواجعْ
وقلتُ لبرقوق هذا المساء
نشيدي نهارٌ يُنقّطُ ضوءاً على الأرضِ
لكنهُ في كتاب الأماني
يُشكّلُ مرآتهُ
كي يظلَّ الهواءُ نقيّا
نشيدي نهارٌ
هنالكَ حيث الحِسانِ
وحيث القوافي تُعدُّ من الغيب
بحراً لكشفي
وحيث المسافةُ تقْصُرُ
بيني وبين الشوارعْ
وقلتُ لبرقوق هذا المساء
هنا عتمةُ السطح تشقى
فأجْدلُ من عُشّها في المنافي رياحاً
وهبّةَ روحي الكتومةِ في مَهدها
لأبقى بها كاشفاً عن رفيف الحصى
في عروقِ الزوابعْ
وقلتُ لبرقوق هذا المساء
إذا بدّل الكون أحياءهُ
فاتّبعْ شهوتي
أنا حالبُ الأرضَ من حجةٍ
في طنين التوابعْ!
وقلتُ لبرقوق هذا المساء
لهذي السطوح توابيت عتمتها
في نواة القروحْ
أُشاكِلها عن غزالٍ صبوحْ!
وقلت لبرقوقها
أنا حالِبُ الأرضِ
أنثاي مثلي
بها تستقرُّ القوافي على الأرض ليلاً
وتبقى المرايا معلّقةً
في سجود الأصابعْ
0 Comments: