البئر بابُ سقاية



 البئرُ بابُ سقايةٍ
دلّى إليها الحكمةَ الأولى
دمٌ من عهدِ يوسفَ
أو بكاءٌ صاح بالذئبِ الجريحِ
أعِدْ إلى ريحِ البنفسجِ هالةً تعرى
كما يعرى الفضاءُ المستطيلُ
ولذا أحدّدُ صيغة الحلم المعلّقِ
في شفاه الناسِ
إذ يمضونَ في الفوضى
وأوّلهمْ أنا المنفيُّ في المنفى
وآخرهمْ طباقٌ في جناسِ القولِ
يمحوهُ الدليلُ
لا قولَ في اللغةِ الجديدةِ
سوسنٌ ولهُ رقابٌ
والمديحُ يظلِّلُ الأسماءَ في اللغة الجديدةِ
كفِّني رئتي بثوب الياسمينِ
إذا الغزالةُ عذّبتْ زوّارها

عبروا إلى أسطورةِ الفوضى من المبنى
ولَمْ يتحسّسوا دمعاً بعين الحبِّ والأشواقِ
لَمْ يتلوا صلاة مودّعٍ
همْ هكذا ناموا
ولو جاءوا إلى وطني
لكان الغيمُ منتجعي، وبعضَ صلاةِ زوّاري
أنا المسجونُ أمحو في الهوى آثارها

...لَمْ يتركوا أثراً على الطرقاتِ
خشيةَ أن تُعَدَّ حقيبة الزوّار معصيةً
فعادوا من هنا لجريدةٍ صفراءَ ما نقصوا
ولا زادوا
ولكن حدّدوا حبرَ القصيدةِ في الخيالِ
وزيّنوا آبارها

ناسَ الطريدُ من الحكايةِ
واحتفى بالشمسِ غربالٌ
ولكن صاغها الوجهُ الجميلُ

الخطوةُ الكبرى إذن
أنْ تكسفَ الشمسَ الطريدةَ باليدينِ
وأن تقشِّرَ سمسمَ الكلماتِ
كي تمضي بعيداً عن جموح الصمتِ
أن تتخيَّرَ اللغةَ الجديدةَ من لساني
الخطوةُ الكبرى
وما عُلِّمتَ من مرثيةِ الشعراءِ
أن تبيضَّ من قنديلِ عتمتهمْ
وقد طردوكَ من جسمِ الحياةِ
وكان يُطمسُ في تعدُّدهم كياني

الخارجون عن السؤالِ
كأنّهم لَمّا تقصّوا حاجتي
وجدوا كماني

يا أيها الولدُ الذي ما خبّأ الليمونَ في قمصاني
حورانُ لَمْ يَسْلَمْ
وما سَلِمَتْ يداهُ من الحريقِ
وما تأخّرَ عن سلالتهِ الجوابُ المستحيلُ


إرسال تعليق

حقوق النشر © موقع أحمد الخطيب جميع الحقوق محفوظة
x