كفني على الشرفات أبيض


كَفَني على الشرفاتِ أبيضُ
والطيورُ مَحارمُ

خلقٌ جديدٌ ماثلٌ في الجبِّ
امرأةٌ تقدُّ قميصها في خلوةٍ
نحتاً على حَجَرٍ
لتبني ما تكسَّرَ من رخام الغابرينَ
كأنَّ نحتهما يضمُّ سواحل الرؤيا
وما في العينِ إلا النحتُ
والتخييلُ

أمسيتُ من ولهٍ يطاردني الجوى
حبراً على ورقٍ
وماءً في الصدى
أحتاجُ من لغتي غداً أمراً
ولا لغةٌ
وحسبَ الريحِ ما فَقَدَ الدليلُ

أطلقتُ في المنفى يداً خضراءَ
ليس يردّها لأصابعِ الكفِّ الدفينةِ في الغبارِ
حوارُ أقراني
وهم يمضونَ للحربِ
أطلقتها لقصيدةٍ أخرى
ومشيتُ من باب الهوى الغربي
ليلي دخانٌ من ثرى حورانَ
سيلٌ من مديح النائمينَ
قصاصةٌ من شاعرٍ فاضَ النهارُ بمقلتيهِ
وطائرٌ وَخَزَ الجبالَ بعريها
ومضى إلى ألَمٍ
وحيداً لا تغادرَهُ الحقولُ

أطلقتُها من عهد هابيل الذي ضحّى
ومن صرخاتِ آدمَ آهِ يا قابيلُ
وبصُرْتُ بالأمِّ الحزينةِ في الحوارِ
وما سلاها الزنجبيلُ

إرسال تعليق

حقوق النشر © موقع أحمد الخطيب جميع الحقوق محفوظة
x